“قذيفة اعزاز”..قلبت الأفراح أتراح في “الشارع التركي”
بينما كان العالم العربي أمس، مشتعلاً بالفرحة للانتصار التاريخي الذي حققه المنتخب السعودي على الارجنتين في منافسات مونديال قطر، اشتعلت أمام المحل الذي يملكه خليل صاحب محل بيع “النراجيل” في “الشارع التركي” وسط مدينة اعزاز شمالي حلب، نيران قصف مدفعي أسقط قتلى وجرحى من السكان.
لم يكن خليل الوحيد، المتفاعل مع فوز السعودية، ضمن منافسات “كأس العالم”، إذ كانت المباراةُ حديث الشارع بين السوريين في عموم مناطق شمال غربي سورية، قبل أن تقلب “قذيفة اعزاز” الفرح إلى ترح.
وأدى قصف صاروخي، مصدره المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الأسد” و”قسد”، بحسب “الدفاع المدني السوري”، إلى مقتل 5 أشخاص، جمعيهم مهجرّون من ريف إدلب ومدينة حلب، إلى جانب إصابة خمسةٍ آخرين.
الاستهداف جاء بشكل مباشر، على محل لبيع اللحوم، عائد لمهجّر من مدينة سراقب شرقي إدلب، وكان ولده علي القبو، أحد ضحايا الاستهداف.
والمحل التجاري، في نهاية الشارع السكني والتجاري المعروف بـ”الشارع التركي”، الذي يحوي محالاً لبيع الألبسة التركية، إضافة لعدة بقاليات ومطعم ومخبز.
يقول خليل، المهجّر من مدينة “منغ” بريف حلب لـ”السورية.نت”، إنّ “القصف نغّص على الجميع هنا، فرح المونديال، وعمّ الحزن، وخاصةً بعد انتصار السعودية في المنافسات”.
ويردف: “قبل ثوانٍ كان حديثنا فقط عن كأس العالم والسعودية، والأجواء طبيعية جداً.. جاء القصف ليغير كل شيء”.
تضرر محل خليل، نتيجة ضغط القذيفة، ما أدى إلى تكسّر بعض بضائعه، ويعلّق: “الحمد لله كانت الأضرار عندنا مادية.. رحم الله الشهداء”.
مراسل “السورية.نت” جال منذ صباح اليوم في المنطقة المنكوبة، التي شهدت سيلان الدماء مساء أمس، وقال إن المحال والمنشآت في الشارع عاودت العمل، ومنهم خليل الذي افتتح محله وسط “ترقب وحذر” كما قال.
ورصد مراسل “السورية.نت”، عمل ورش شركة الكهرباء في المدينة، لإصلاح بعض الخطوط التي تضررت نتيجة سقوط القذيفة الصاروخية.
وأشار المراسل عزالدين زكور، إلى أن “الناس هنا تحاول التطبيع مع هذا الحال(…)القصف قد يأتي في أي لحظة من أي ليلة، ولكن الجميع يستيقظون في اليوم التالي لنفض غباره ومواصلة العمل”.