تتحرك “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مناطق شمال شرق سورية على أكثر من مسار، من أجل تعزيز السلطة العسكرية على الأرض من جهة، ولترسيخ “الإدارة الذاتية” من جهة أخرى.
وتأتي التحركات في الوقت الذي تشهد فيه مناطق شمال شرق سورية توتراً ما بين “قسد” والعشائر العربية، وخاصةً في محافظة دير الزور، وتتزامن مع التوتر الأمريكي- الروسي، الذي كانت آخر تبعاته حادثة الاحتكاك بين عربات عسكرية لكلا الدولتين.
وفي سياق ما سبق تشهد مدينة الرقة، اليوم السبت، انعقاد مؤتمر أطلقته “قسد”، تحت شعار “سوريا تعددية لا مركزية.. ترسيخ الإدارة الذاتية.. تعزيز قوات سوريا الديمقراطية”.
وذكرت وكالة “anha” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، أن المؤتمر هو الثاني لـ”حزب سوريا المستقبل”، ويشارك فيه 315 ممثلًا عن الحزب من مناطق شمال وشرق سورية.
وقالت الوكالة إن المؤتمر جاء “بعد أن استكمل حزب سوريا المستقبل مؤتمراته الفرعية في مناطق شمال وشرق وسورية”.
ويرتبط شعار المؤتمر بالتصريحات الأخيرة لرئيسة الهيئة التنفيذية في “مجلس سورية الديمقراطية”(مسد)، إلهام أحمد والتي دعت في وقت سابق من آب الحالي إلى توسيع سلطة “الإدارة الذاتية”.
وقالت أحمد، في 20 من آب الحالي، إن “مسد” يجهّز لإطلاق مؤتمر حواري الهدف منه “تعزيز الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سورية”.
وذكرت أحمد، أن المجلس سيطرح على المؤتمر المزمع عقده وثيقة مبادئ تكون بمثابة عقد وطني، مشيرةً إلى أن التوصيات التي سيخرج بها هذا المؤتمر ستعني بشكل خاص مناطق شمال شرق سورية، على أن تشمل بنودها الأساسية توصيات عامة تخص سورية.
“حزب سورية المستقبل”؟
أعلنت “قسد” عن تأسيسه في آذار عام 2018، وأطلقت المؤتمر الأول له في مدينة الرقة، بعد السيطرة عليها بشكل كامل من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وكانت “قسد ” قد أعلنت السيطرة على مدينة الرقة بشكل رسمي، في 20 من تشرين الأول 2017، مشيرة إلى “الانتقال إلى مرحلة البناء وتحقيق الاستقرار في المدينة، التي تتطلب التكاتف والتعاضد”.
ويضم الحزب شخصيات كردية ومسيحية وآشورية.
وحسب معلومات “السورية.نت” فإن تشكيل “حزب المستقبل” من جانب “قسد” جاء كخطوة لـ”تضليل واقع الأحزاب الانفصالية في شمال شرق سورية، ودمج بعض المكونات العربية لإبعاد التهم عنها”.
وفي وقت سابق كانت صحيفة “الشرق الأوسط” قد نقلت عن مصدر في المعارضة السورية، لم تسمه، قوله إن تشكيل الحزب الجديد “نوقش قبل بدء الحملة العسكرة التركية على عفرين”.
وأشار المصدر إلى أن التشكيل “يأتي لسحب الذرائع من تركيا بمهاجمة حزب الاتحاد الديمقراطي، التي تصنفه إرهابيًا”، معتبراً أنه “سيكون امتداداً للديمقراطي الكردي بكل تأكيد”.