قالت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إنها مستعدة للتنسيق مع قوات الأسد، من أجل التصدي للعملية العسكرية التي تلوح بها تركيا في ريف حلب.
وفي بيان ختامي صادر عن اجتماع المجلس العسكري لـ “قسد”، اليوم الثلاثاء، جاء فيه أن القادة أكدوا “استعداد القوات للتنسيق مع قوات حكومة دمشق لصدّ أي هجوم تركي محتمل وحماية الأراضي السورية بمواجهة الاحتلال”.
وأضاف: “أكد الاجتماع أن قوات سوريا الديمقراطية تضع في أولوياتها خفض التصعيد والالتزام بالاتفاقيات، مشدداً في الوقت ذاته على استعداد القوات لحماية المنطقة وسكانها من أي هجمات محتملة، مؤكداً على رفع الجاهزية واتمام الاستعدادات لمجابهة العدوان بحرب طويلة الأمد”.
ولم يصدر أي تعليق من حكومة النظام حول إمكانية التنسيق مع “قسد” بوجه العمل العسكري التركي المرتقب.
ويأتي ذلك في وقت تتجه فيه الأنظار نحو العملية العسكرية التي تنوي تركيا تنفيذها ضد “وحدات حماية الشعب” و”قوات سوريا الديمقراطية” في شمالي سورية، وإنشاء “منطقة آمنة” على طول الحدود.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، إن العملية العسكرية التي تنوي بلاده تنفيذها في سورية، تستهدف السيطرة على منطقتي تل رفعت ومنبج بريف حلب.
أردوغان يحدد نطاق العملية العسكرية المرتقبة في سورية.. ماذا تشمل؟
وسبق أن دعت “قسد” النظام السوري لحماية الحدود الشمالية من التهديدات التركية، وقال قائدها العام مظلوم عبدي قبل أيام إن “المطلوب من الدولة السورية هو أن تكون صاحبة موقف، لأنه في النهاية جزء من الأرض السورية يتعرض للهجمات والاحتلال”.
وكانت مفاوضات جرت بين “قسد” ونظام الأسد برعاية روسية، العام الماضي، بعد تهديدات تركية مماثلة حول دخول قوات الأسد إلى المنطقة، إلا أن هذه المفاوضات باءت بالفشل.
وفي أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، قال القيادي الكردي، صالح مسلم، عضو الهيئة الرئاسية لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، إن نظام الأسد وروسيا طلبوا من “الإدارة الذاتية” تسليم مدينة منبج شرقي حلب، إلى تركيا.
وقال مسلم في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن “موسكو ودمشق ادعتا مراراً أن الجيش التركي سيهاجم مدينة منبج، وقالتا لنا عليكم تسليمها للأتراك وإذا لم تسلموها فسنهاجم نحن (أي موسكو ودمشق)”.
من جانبه، أصدر نظام الأسد موقفاً مندداً بأي عمل عسكري محتمل لتركيا في سورية، دون أن يتطرق لإمكانية التفاوض مع “قسد” أو التنسيق معها لصد الهجوم.
وقالت خارجية النظام في بيان لها، السبت الماضي، إن التهديدات التركية “تتناقض مع تفاهمات ومخرجات مسار أستانا، وتنسف كل التفاهمات السابقة برعاية دولية والتي تمت على خطوط مناطق خفض التصعيد”.