شهدت جبهات الساحل السوري الفاصلة بين قوات الأسد وفصائل المعارضة في الساعات الماضية تحركين، بالتزامن مع تحليق غير مسبوق لطائرات “الاستطلاع” الروسية.
وأعلنت “هيئة تحرير الشام” عبر وكالة “إباء”، اليوم الجمعة، صد محاولة تسلل لقوات الأسد المدعومة من روسيا على محور عين عيسى في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي.
وجاءت محاولة التسلل بعد قصف جوي مفاجئ من الطائرات الحربية الروسية استهدف منطقة الكبانة، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في الريف الشمالي لللاذقية.
وحسب ما قال مصدر إعلامي من ريف اللاذقية في تصريحات لـ”السورية.نت”، فإن طائرات الاستطلاع الروسية لم تغادر أجواء المنطقة، منذ يوم أمس الخميس.
وأضاف المصدر نقلاً عن قيادي عسكري قوله إن الجبهات من جانب قوات الأسد تشهد تحركات غير اعتيادية أيضاً، متوقعاً محاولات تسلل أخرى في الساعات المقبلة على ذات الجبهات.
ولم تعلن قوات الأسد عن أي هجمات حتى الآن، في حين قالت شبكات موالية للنظام إن قوات الأسد استقدمت تعزيزات إلى عدة مواقع، لكن في الريف الجنوبي والغربي لإدلب.
وكانت غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تضم “الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش العزة” و”هيئة تحرير الشام”، قد أعلنت أمس قصفها بالمدفعية أماكن وجود قوات النظام في قرية جبالا ومعسكر معرة الصين.
وأضافت غرفة العمليات العسكرية أنها استهدفت أيضاً تلة الملك في جبل الأكراد بريف اللاذقية.
تعزيزات تركية مستمرة
ويتزامن التصعيد في ريف اللاذقية مع استمرار وصول التعزيزات التركية إلى منطقة جبل الزاوية في الريف الجنوبي لإدلب، والتي تتمركز في نقاط مراقبة منشأة حديثاً.
واللافت في إنشاء نقاط المراقبة الجديدة من جانب الجيش التركي، هو تمركزها بشكل أساسي في الريف الجنوبي لإدلب، وخاصةً في جبل الزاوية، التي تعتبر مفتاح السيطرة على كامل أراضي المحافظة.
وتخضع إدلب إلى اتفاق بين روسيا وتركيا، في مارس/ آذار الماضي، نص على وقف إطلاق النار، وتسيير دوريات مشتركة على طول الطريق الدولي حلب- اللاذقية، إلا أن روسيا امتنعت عن المشاركة في الدوريات عقب تعرض آلياتها للاستهداف من قبل من تصفهم بـ “الإرهابيين”.
وفي ظل الحديث عن قرب عملية عسكرية للنظام وروسيا على إدلب، أطلق المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، جيمس جيفري، تطمينات إلى أهالي إدلب بعدم إمكانية شن قوات الأسد أي هجوم.
وقال جيفري في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، منتصف الشهر الجاري، “أنا متأكد من عدم عودة النظام إلى إدلب، بسبب الجيش التركي الذي لديه حوالي 20 ألف جندي وربما 30 ألفاً هناك، ولديه القدرة على منع النظام من الذهاب إلى إدلب”.