تعرضت ناقلات نفط عراقية لمضايقة من قوات الأسد، في أثناء مرورها بالأرضي السورية باتجاه لبنان، بحسب ما قال مسؤول عراقي “بارز” في العاصمة بغداد.
وأضاف المسؤول في تصريحات لصحيفة “العربي الجديد“، اليوم الاثنين، أن قوات الأسد كانت تريد الاستيلاء على كمية من الوقود الموجود في كل ناقلة، بدعوى أنه لن يلاحظ أحد وجود نقص بالكمية الموجودة في الصهريج.
وكان رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، قد وجه عقب فاجعة مرفأ بيروت مطلع آب/ أغسطس، بإرسال مساعدات طبية وإنسانية عاجلة إلى لبنان، فضلاً عن تسيير ناقلات نفط محملة بمادة زيت الغاز والنفط الأسود المستخدم في تشغيل محطات الكهرباء اللبنانية، وذلك عبر الأراضي السورية.
وكشف المسؤول العراقي في أثناء حديثه للصحيفة، عن تعرض ناقلات النفط في اثنتين من رحلاتها على التوالي يومي 7 و8 أغسطس/ آب إلى مضايقة من قوات نظام الأسد.
وأوضح أن قوات الأسد طالبت الناقلات بمنحهم كمية من الوقود الموجود في كل ناقلة، بدعوى أنه لن يشعر أحد بوجود نقص في الحمولة.
وحسب المسؤول: “عندما رفض السائقون ذلك حاولوا تأخيرهم بالطلب منهم البقاء على جانب الطريق تحت مزاعم التأكد من الأوراق الرسمية التي يحملونها”.
وتعيش مناطق سيطرة نظام الأسد أزمة محروقات، ازدادت حدتها، في الأيام الماضية، في ظل الحديث عن تأخر وصول إمدادات النفط الخام إلى مصفاتي بانياس وحمص.
وتنتشر قوات الأسد على طول الخط الذي تسلكه ناقلات النفط، بدءاً من مدينة البوكمال الحدودية، وحتى المعابر الواصلة مع لبنان.
وقال المسؤول العراقي إن “سائقي الناقلات موظفون أساساً على الملاك الحكومي، ومطلوب منهم إعادة وصولات وكشوفات موقعة من الجانب اللبناني، تثبت أنهم أفرغوا كامل الكمية”.
ولفت إلى أن “الأمر تكرر قرب بلدة القصير في نقطة للجيش السوري، ومرة قرب محطة استراحة عند مفرق حمص”.
وعلى خلفية حادثة المضايقة أخطر الجانب العراقي، وفق المسؤول نظام الأسد بضرورة عدم مضايقة الناقلات، والالتزام بالموافقة التي تسلمها العراق شفوياً من النظام السوري، بعبور المساعدات إلى لبنان.
وأوضح أن “مثل هذه التصرفات قد تشجع اللبنانيين على الطلب بأن تكون اتفاقية توريد النفط العراقي إلى لبنان، المنتظر تفعيلها قريباً، من خلال موانئ البصرة وليس عبر الأراضي السورية، رغم أن النقل البري أسرع وأكثر فاعلية بالنسبة للجانبين”.
وكانت أول شحنة مساعدات عراقية من مادة زيت الغاز، وبكمية 800 ألف برميل، وصلت إلى لبنان في 8 أغسطس/ آب الجاري، بعد أيام من وقوع انفجار هائل في مرفأ بيروت خلف عشرات القتلى وآلاف الجرحى.