تسود ضبابيةٌ على مشهد محافظة إدلب، الخاضعة لتفاهمات روسية- تركية. وعلى الرغم من ثبات الجبهات العسكرية بين فصائل المعارضة وقوات الأسد، إلا أن الأخيرة كانت قد اتجهت في الأيام الماضية للتصعيد جواً وعلى الأرض بعمليات تسلل وهجمات ضيقة.
وفي تصريحات لـ”السورية.نت”، استبعد القيادي في “الجيش الحر”، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أي تغيير في الخارطة العسكرية لإدلب، في الأيام المقبلة، وذلك بعد الأنباء التي روّجت لقرب عمل عسكري من جانب نظام الأسد وروسيا.
وقال القيادي، اليوم الجمعة: “حتى الشهر الثامن- أي عقب الانتخابات الرئاسية بأشهر- لا أتوقع أي تغيير على الخارطة”.
وأضاف عبد الرزاق، أن عمليات التسلل من جانب قوات الأسد، والتي أسفر آخرها عن مقتل عدد من عناصر “الجبهة الوطنية للتحرير” تعود أسبابه إلى “الثغرات في الجبهات، أو ربما أخطاء وإهمال”.
وعلى مدار الأسابيع الماضية كانت فصائل “الجبهة الوطنية” قد أعلنت عن صد العشرات من محاولات التسلل، والتي ترافقت مع قصف مدفعي متواصل وتحليق مستمر للطيران الحربي وطيران الاستطلاع التابع للنظام.
في حين استهدفت قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، أمس الخميس، مدينة أريحا الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين (رجل وزوجته) وجرح آخرين بينهم نساء وأطفال.
وأشار القيادي العسكري إلى أن “متابعة القصف من قبل قوات الأسد بشكل ممنهج هو لفرض حالة عدم استقرار على المناطق المحررة”.
وتخضع محافظة إدلب إلى اتفاق تهدئة بين روسيا وتركيا، تم توقيعه يوم 5 مارس/ آذار الماضي، ينص على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على طول الطريق الدولي حلب- اللاذقية.
إلا أن المحافظة تشهد مؤخراً عدة تطورات، أبرزها انسحاب القوات التركية من النقاط التابعة لها، والمحاصرة من قبل قوات الأسد منذ أشهر، إلى جانب إحجام روسيا عن المشاركة في الدوريات العسكرية المشتركة مع الجيش التركي.
ويدور الحديث مؤخراً عن قرب عملية عسكرية في المنطقة، بعد حشود من قبل قوات الأسد على أطرافها، إلى جانب تعزيز القوات التركية من تواجدها في منطقة جبل الزاوية، جنوبي الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4).
وكانت تركيا قد اتجهت في الأشهر الماضية إلى تعزيز قواتها بشكل رئيسي في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والتي تعتبر بوابة إدلب من الجنوب.
وجاءت تحركات الجيش التركي بعيداً عن الجانب الروسي، والذي كان قد توقف بشكل كامل عن المشاركة في تسيير الدوريات المشتركة على الطريق الدولي، منذ أكثر من أربعة أشهر.