تشهد قضية إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى شمال غرب سورية ضغوطاً ومفاوضات، وبينما دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تصويت فوري في مجلس الأمن لوصول أكبر في الأيام المقبلة تتولى دولتين المضي بهذا المسار، مع احتمالية العراقيل الروسية.
ودعت الولايات المتحدة، يوم الأحد، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى “التصويت على الفور” للسماح بتسليم مساعدات الأمم المتحدة إلى شمال غرب سورية، عبر المزيد من المعابر الحدودية من تركيا، بعد الزلزال المميت الذي ضرب الأسبوع الماضي.
ومنذ عام 2014، تمكنت الأمم المتحدة من إيصال المساعدات إلى ملايين الأشخاص المحتاجين في الجزء الشمالي الغربي من سورية، بموجب تفويض من مجلس الأمن. لكنه يقتصر حالياً على استخدام معبر حدودي واحد فقط، هو “باب الهوى”.
وقالت ليندا توماس جرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في بيان لوكالة “رويترز“: “في الوقت الحالي كل ساعة مهمة. الناس في المناطق المتضررة يعتمدون علينا”.
وأضافت: “لا يمكننا أن نخذلهم – يجب أن نصوت على الفور على قرار يستجيب لدعوة الأمم المتحدة للسماح بمعابر حدودية إضافية لإيصال المساعدات الإنسانية. حان الوقت للتحرك بسرعة وبهدف”.
وقال مارتن غريفيث، منسق مساعدات الأمم المتحدة، الموجود في تركيا ومن المقرر أن يزور سورية، لشبكة “سكاي نيوز”، يوم السبت، إنه سيطلب من مجلس الأمن السماح بوصول المساعدات عبر معبرين حدوديين آخرين ، بحجة أن هناك “حالة إنسانية واضحة للغاية”.
في غضون ذلك وفيما يتعلق بمجلس الأمن المكون من 15 دولة، تتولى البرازيل وسويسرا زمام المبادرة في التفاوض بشأن أي إجراء يتعلق بقضية وصول المساعدات الإنسانية إلى سورية.
ومع ذلك قال دبلوماسيون لـ”رويترز” إنه لم يتم بعد توزيع أي مشروع قرار للسماح بمزيد من المعابر.
وتجاوز عدد قتلى الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية الأسبوع الماضي 33 ألف شخص يوم الأحد.
ومن بين 3500 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها حتى الآن في سورية، حدث الجزء الأكبر في الجزء الشمالي الغربي من البلاد.
ويحتاج تمرير أي قرار في مجلس الأمن إلى تسعة أصوات لصالحه، وأن لا تستخدم روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق النقض لتمريره.
وكانت روسيا حليفة النظام السوري قد قالت، قبل أيام، إن تفويض المجلس الحالي لمعبر حدودي واحد يكفي.
وينظر النظام السوري إلى تسليم المساعدات عبر الحدود دون موافقته على أنه انتهاك للسيادة، ولطالما طالب بأنه يجب تسليم المساعدات عبر الخطوط، ومن مناطق سيطرته.
وفي السنوات الأخيرة، استخدمت روسيا حق النقض مراراً وتكراراً في مجلس الأمن الدولي لتقليص عدد المعابر الحدودية المصرح لها بتسليم مساعدات الأمم المتحدة إلى سورية من أربعة في عام 2014 إلى معبر واحد فقط في عام 2020.
لكن العديد من الخبراء القانونيين، القضاة السابقون في المحكمة الدولية من العدل والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمات مثل هيومن رايتس ووتش يتفقون جميعاً على أن موافقة مجلس الأمن ليست مطلوبة لإجراء عمليات إغاثة عبر الحدود إلى سورية.
ويتمتع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش بصلاحية تفعيل آليات الاستجابة للكوارث ويملي على منظمات الإغاثة الدولية ووكالات الأمم المتحدة استخدام أي نقاط عبور بمرونة للانتشار في شمال غرب سورية.