كيف تفاعلت وسائل إعلام ومنظمات دولية مع محنة المخيمات في الثلوج؟
أثارت العاصفة الثلجية التي تعصف بدول المنطقة حالياً، وخاصة سورية ولبنان، اهتمام وسائل إعلام غربية، ودعوات لتقديم استجابة طارئة من قبل منظمات إغاثية، إذ خلفت الثلوج والأمطار أضراراً في مخيمات يسكنها سوريون منذ سنوات.
وحسب التقرير الأولي لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة “OCHA”، فإن 362 خيمة و2124 شخصاً (429 أسرة) موزعين على 22 مخيماً في ريف حلب (اعزاز وعفرين)، وتسعة مخيمات في إدلب (حارم)، تتضرروا بفعل العاصفة.
المتطوع عبد الله الخلف الذي يقطن في مخيم شمالي #حلب يتحدث عن معاناته ومعاناة أكثر من 1.5 مليون مهجر يعيشون في مخيمات شمال غربي #سوريا خلال فصل الشتاء.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/mGx07NZnTn
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) January 20, 2022
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” في تقريرها أن “السوريين في لبنان استخدموا الملابس القديمة والبلاستيك وروث الحيوانات في التدفئة”، كما اعتمد اللاجئون على “البطانيات في التدفئة”، للتخفيف من استهلاك المواد الأخرى.
وتحدثت الوكالة عن معاناة السوريين الذين يسكنون مخيمات عرسال اللبنانية، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان، وانهيار الليرة، ما أدى إلى عدم قدرة مزيد من العائلات على تحمل تكاليف الوقود للتدفئة.
ويعيش في لبنان حوالي 1.5 مليون سوري، 90% منهم في فقر مدقع، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
ويعادل سعر طن الحطب في لبنان خمسة أضعاف الحد الأدنى من الأجور، إذ يباع بثلاثة ملايين ليرة لبنانية حوالي (120 دولاراً أمريكياً)، وسعر 20 ليتراً من المازوت حوالي 300 ألف ليرة، أي حوالي 10 أضعاف تكلفته قبل 3 سنوات، حسب الوكالة.
من جهتها ركزت وكالتا “فرانس 24″ و”يورونيوز” في تغطيتهم، على أوضاع السوريين الذين يسكنون مخيمات ريف حلب، حيث تهدمت بعض الخيم جراء تراكم الثلوج، وحاصرت الثلوج بعض المخيمات، خاصة نواحي معبطلي وراجو وبلبل.
وتراوحت سماكة الثلوج في ريف عفرين بين 30 و50 سم، وحاصرت مخيمات عشوائية في مناطق شران وبلبل وراجو في ريف عفرين، ومخيمات يازيباغ وشمارين وعرب غويران قرب اعزاز، في ريف حلب الشمالي.
ولم تقتصر أضرار العاصفة على المخيمات، بل امتدت إلى المدن والبلدات، وأدت لانهيار واجهات محلات تجارية وأعمدة كهرباء وسقوط أشجار في راجو وشران وبلبل وبلدات أخرى، حسب تقرير لـ”الدفاع المدني السوري”.
وفي تقرير لمنظمة “كير” الإنسانية، فإن مئات الآلاف من اللاجئين تعرضوا لخطر كبير جراء عواصف ضربت سورية والدول المجاورة، وأدت إلى تفاقم الوضع المعيشي للنازحين السوريين.
وقالت مديرة منظمة “كير” في سورية، جوليان فيلدويك، إن “العاصفة أزمة أخرى للأشخاص الذين لم يعد بإمكانهم تحمل أي صدمة جديدة، إذ تخشى العائلات أن يتجمدوا من الموت”.
وأعربت المنظمة عن قلقها على وضع النازحين في الشمال السوري خاصة النساء والأطفال، وخلال فصل الشتاء “عادة تكون الأمهات آخر من يأكل والأطفال أول من يتجمد”، حسب تعبير مديرة “كير” في تركيا شيرين ابراهيم.
وبلغ عدد المخيمات المتضررة بشكل أولي نتيجة الهطولات المطرية خلال الـ24 ساعة الماضية، 47 مخيماً منتشرة في مناطق شمال غرب سورية.
وأصدر فريق “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري إحصائية خسائر العاصفة، إذ أكد أن الأضرار تركزت في مناطق ريف حلب الشمالي ومناطق المخيمات على الحدود السورية التركية.
وأشار الفريق إلى أن “عدد الخيم المتضررة بشكل كلي بلغ 69 خيمة موثقة، وعدد الخيم المتضررة بشكل جزئي بلغ 291 خيمة موثقة”.
وقال إنه “لا يوجد حتى الآن استجابة فعلية أو كاملة للمتضررين من العاصفة الأخيرة، ويتوقع أن تبدأ عمليات الاستجابة الإنسانية وإصلاح الأضرار بعد فتح الطرقات وتقييم الأضرار بشكل كامل”.