لأول مرة.. تحقيق يكشف الجهات المسؤولة عن حماية سجن صيدنايا
كشف تحقيق لحقوقيين ومعتقلين سوريين سابقين، اليوم الاثنين، الجهات المسؤولة عن حماية سجن صيدنايا وتفاصيل حمايته، واستعرض كماً هائلاً من الجرائم التي نفذتها سلطات النظام في السجن بحق آلاف المعتقلين، إضافة لنبذة عن مدراء السجن العشرة، الذين تعاقبوا على إدارته، مع ذكر أهم الأحداث التي جرت خلال فترة توليهم مناصبهم.
التحقيق الذي نشرته “رابطة معقلي سجن صيدنايا” يعتبر الأول من نوعه عن السجن، إذ كشف تفاصيل دقيقة حول “الهيكلية الإدارية لسجن صيدنايا وعلاقاته التنظيمية”.
وكشفت الرابطة ثلاث مسـتويات مــن الحراســة للسجن، الأول يتعلــق بحمايــة الســجن مــن الخــارج ضــد أي تهديــد خارجــي أو فــرار للســجناء، والثانــي مهمتــه مســاندة المســتوى الأول، أما الثالث فيتعلـق بحمايـة أبنيـة السـجن الداخلية ومراقبة تحـركات السـجناء وتأمين وجودهم
المستوى الأول
المستوى الأول من الحماية يعتمد على “السرية الخارجية”، المسؤولة عن حماية أسوار السجن الخارجية ومراقبة التحركات في محيطه.
وتقوم مهمة “السرية الخارجية”، وهم عناصر من الشرطة العسكرية، على صد أي محاولة اقتحام وتسلل من الخارج ومراقبة جميع التحركات المشبوهة، أو فرار سجناء من الداخل، إضافة إلى التدقيق في جميع حركات الدخول والخروج من وإلى السجن.
وينتشر عناصر السرية على أبراج الحراسة الخارجية التي يبلغ عددها 8 أبراج، وتعتبر “خط الحماية الأول” للسجن.
وتنتشر السرية في مكانين رئيسيين، حسب التحقيق، الأول على الباب الرئيسي وتضم من 10 إلى 20 عنصراً، مجندين وصف ضباط متطوعين، يعينهم الضابط المسؤول عن السرية والذي يقع مكتبه على الباب الرئيسي.
المكان الثاني عند الباب الأوسط ويوجد فيها ثلاث مفارز، واحدة تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية الفرع 227 (المنطقة) تحديداً، وتكمن مهمتها مراقبة السجن أمنياً إضافة إلى التعامل مع أهالي المعتقلين الأمنيين في أثناء الزيارات.
المفرزة الثانية تتبع للشرطة العسكرية وتضم بين 4 و6 عناصر، ومهمتها التعامل مع الدوريات القادمة من خارج السجن والإشراف على تفتيش أهالي المعتقلين الأمنيين.
أما المفرزة الثالثة تتبع للفرع 211 (فرع أمن الاتصالات)، ومهمتها مراقبة الاتصالات السلكة واللاسلكية الصادرة والواردة إلى السجن ومحيطه، إضافة إلى مراقبة الاتصالات في المناطق المجاورة.
المستوى الثاني
وحسب التحقيق فإن مهمة الحماية الخارجية لمحيط السجن تقع على عاتق الجيش، وخاصة اللواء 21 من “الفرقة الثالثة”، التي تنتشر على كامل محيط السجن بين السور الداخلي والخارجي، وتتألف من 40 إلى 50 عنصراً.
ويطلق عناصر “الفرقة الثالثة” على اللواء 21 وصف “لواء النخبة”، بسبب جهوزيته وتسليحه الجيد وولائه المطلق، ومهمته صد أي محاولة اقتحام بالعتاد الثقيل أو عمليات قصف وتفجير.
ويضـم هـذا اللـواء ثلاثة كتائـب مشـاة وكتيبـة دبابات، ويعتبر خط الدفاع الرئيسي عن السجن.
والكتائب التي قامت بحراسة السجن هي الكتيبة 246 والكتيبة 161 والكتيبة 112.
وبعد سمة 2011، عززت الحراسة بكتيبة دبابات من اللواء 65، وهي وحدة عسكرية مُشكلة من 3 إلى 5 فصائل يتراوح عدد أفرادها بين 60 و80 فرداً، وكانت متواجدة أصلا لحماية السجن.
المستوى الثالث
ينقسم إلى قسمين، الأول المحارس الداخلية ومهمتها حماية الأسوار والأبواب الداخلية للسجن، وضمان بقاء السجناء داخل أبنية السجن وعدم فرارهم خارجها.
ويقدر عدد عناصرها بحوالي 25 شخصاً يتوزعون على محارس الحماية الداخلية، ويوجد 4 محارس موزعة على الأسوار الداخلية لكل مبنى، إضافة إلى توزعهم على سطحي المبنيين.
أما القسم الثاني فهو عبارة عن “مفارز الأجنحة”، مسؤوليتها حراسة أجنحة السجن والمنفردات، وتتكون كل مفرزة من ثلاثة عناصر يرأسهم صف ضابط.
وهي مسؤولة عن كل ما يتعلق بالخدمات المقدمة للمعتقلين كتوزيع الطعام والدواء وتجهيز المعتقلين للزيارات أو الذهاب إلى المشفى، أو تبليغ المعتقلين بمواعيد المحاكم، كما تقوم المفارز بتفتيش دورية المهاجع.
وحسب التحقيق، يمنع على العناصر إدخال هواتفهم الجوالة نهائياً أثناء الخدمة، وتنقسم خدمة المفارز إلى ثلاث مناوبات، لكن جميع العناصر يجتمعون معاً للقيام بجولات تعذيب للمعتقلين.
ويُعتبر سجن صيدنايا (30 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق)، من أسوأ السجون السورية سمعة، حيث خصصه نظام الأسد للمعتقلين السياسيين، وأُطلقَ عليه اسم “المسلخ البشري”.
ووصفت منظمة “العفو الدولية” هذا السجن، بأنه |المكان الذي تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء”.