أبدت المملكة العربية السعودية، موقفها من نظام الأسد، في وقتٍ اقتربت دول عربية منه وعلى رأسها الإمارات والأردن.
جاء ذلك على لسان مندوب الرياض لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، أمس الخميس، والذي لخص الموقف بخمسة جمل.
أولى الجمل قال فيها المعلمي: “لا تصدقوا قولهم إن الحرب قد انتهت في سورية. فبنهايتها لا حاجة لقرارات الأمم المتحدة”.
وأضاف مؤكداً: “لا تصدقوهم فالحرب لم تنته بالنسبة لألفي شهيد أضيفوا هذا العام لقائمة الشهداء الذين يزيد عددهم على 350 ألف شهيد”.
وهاجم مندوب الرياض، النظام السوري ورأسه بشار الأسد بصورة مباشرة، متابعاً: “لا تصدقوهم إن وقف زعيمهم فوق هرم من جماجم الأبرياء مدعياً النصر العظيم. كيف يمكن لنصر أن يعلن بين أشلاء الأبرياء وأنقاض المساكن. أي نصر يكون لقائد على رفاة شعبه ومواطنيه”.
ويأتي الموقف السعودي في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى الجامعة العربية، ومحاولات بعض الدول لإعادة تفعيل عضوية النظام السوري فيها.
مندوب السعودية في مجلس الامن يوضح انه لا ارهاب في سوريا سوى الارهاب الذي جلبته ايران وحزب الله pic.twitter.com/Wiq9AlBRJb
— Yasmine Al-Maraweya (@jasminem_al) December 17, 2021
وكانت العلاقات بين نظام الأسد والسعودية شهدت توتراً وقطيعة دبلوماسية منذ آب/ أغسطس 2011، عندما أمرت الرياض بسحب سفيرها من دمشق، بسبب تصاعد المجازر التي كان ارتبكها نظام الأسد ضد المدنيين في المناطق السورية التي ثارت لتغييره.
ومنذ تلك الفترة لم يطرأ أي تغير على موقف الرياض من النظام، مؤكدة على لسان مسؤوليها أنها تؤيد حلاً سياسياً في سورية بموجب قرار مجلس الأمن 2254.
وأشار المعلمي ضمن كلمته إلى ملف إعادة الإعمار في سورية، وقال: “لا تصدقوهم إن قالوا إنهم مهتمون بإعادة الإعمار. فإعادة إعمار المباني لا يمكن أن تقدم على إعمار النفوس والقلوب في الصدور”.
وأضاف أيضاً: “لا تصدقوهم إن قالوا إن الأمن قد استتب، واسألوا المليون والنصف مليون سوري الذين أُضيفوا هذا العام لقائمة المهددين بغياب الأمن الغذائي”.
وفي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الحالي قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، رداً على سؤال إن كانت الرياض تفكر في التواصل مع الأسد أسوة بالعديد من الحكومات: “السعودية لا تفكر بذلك حالياً”.
وأضاف في مقابلة مع مع قناة “سي إن بي سي” الأمريكية: “الرياض تدعم العملية السياسية في جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة بين النظام السوري والمعارضة”، وأنها تريد المحافظة على الأمن وتدعم ما يحقق مصلحة الشعب السوري.
لكن وفي المقابل ووفقاً لتقارير إعلامية، كانت السعودية قد أعادت في مايو/أيار الماضي فتح قنوات مباشرة مع النظام، بزيارة رئيس جهاز المخابرات السعودي، خالد الحميدان لدمشق، وهو ما نفته الرياض حينها.