“لا مكان لمصاب واحد”.. القطاع الطبي بالشمال ينازع مع ارتفاع إصابات “كورونا”
دق أحد الأطباء العاملين في الشمال السوري، ناقوس الخطر، متحدثاً عن امتلاء جميع مستشفيات “كورونا” بالمصابين في تلك المناطق.
وقال الطبيب وسيم الشامي، رئيس المجلس العلمي للأمراض الباطنة لدى “الهيئة السورية للاختصاصات الطبية”، عبر صفحته في “فيس بوك“، اليوم الخميس، إنه لا يوجد شاغر واحد لأي مصاب بفيروس “كورونا” في المستشفيات والمراكز المخصصة شمالي سورية.
وأضاف: “يؤسفني إبلاغكم أحبتي بأن جميع مشافي الكورونا في الشمال ممتلئة الآن، لا يوجد شاغر لأي حالة إضافية”، وتابع: “هذا ما كنا نحذر منه ببداية الأزمة وهو انهيار القطاع الصحي، وها قد بدأت أولى مظاهره للأسف”.
حديث الطبيب عن امتلاء المستشفيات تزامن مع الإعلان عن ارتفاع وتيرة الإصابات اليومية بالفيروس المستجد، في مناطق إدلب وأرياف حلب شمالي سورية، إذ بلغ عدد الإصابات خلال الساعات الـ 24 الماضية 441 إصابة، ليرتفع محموع الإصابات في الشمال السوري إلى 7500، توفي منها 42 وشفي 2837، بحسب بيانات وزارة الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”.
يُشار إلى أن مناطق الشمال السوري تفتقد لمقومات منظومة طبية، قادرة على الاستجابة للأوبئة والأمراض، نتيجة نقص الدعم المقدم لها، والتخريب الذي أصابها بقصف النظام وحلفائه خلال السنوات والأشهر الماضية، ما أدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة.
وكان الرئيس السابق لـ “الحكومة السورية المؤقتة”، الطبيب جواد أبو حطب، قد أشار في حديث سابق لـ”السورية نت” إلى وجود 4 آلاف سرير في مستشفيات ومراكز الشمال السوري(إدلب وأرياف حلب)، و400 منفسة وسرير عناية مشددة فقط، متحدثاً عن مصاعب في استيعاب عدد كبير من مصابي “كورونا”.
وأضاف أبو حطب أن 80% من الإصابات ستخضع لحجر منزلي، بسبب عدم القدرة على استقبال كافة الإصابات في المستشفيات والمراكز الطبية هناك.
ورغم الإعلان عن إجراءات احترازية في معظم مناطق الشمال السوري، وتكثيف حملات التوعية لخطر الفيروس المستجد، لا تزال أسواق وشوارع تلك المناطق تشهد ازدحاماً كبيراً، وسط غياب مظاهر الالتزام بالإجراءات الوقائية، وارتفاع نبرة الأصوات المحذرة من عدم جاهزية القطاع الطبي لتحمل أعباء عدد أكبر من الإصابات.
ويسود تخوف من خروج أعداد الإصابات بالفيروس المستجد في الشمال السوري عن السيطرة، ولا سيما في ظل الكثافة السكانية الكبيرة وصعوبة تطبيق التباعد الاجتماعي، ونقص كبير في المستلزمات الطبية والاحترازية، من كمامات ومنافس وأسرة مستشفيات وأدوية.