لم يسبقها تصعيد..جولة “أستانة” الجديدة تناقش “الدستورية”
بدأت أعمال الجولة 17 من محادثات “أستانة”، اليوم الثلاثاء، بمشاركة ممثلين عن “الدول الضامنة” (روسيا- تركيا- إيران)، وهي من الجولات القليلة التي لم يسبقها تصعيد عسكري روسي في محافظة إدلب.
وينعقد الاجتماع في العاصمة الكازاخية نور سلطان، بحضور وفدي النظام والمعارضة، والمبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، لمناقشة ملفات عدة، أبرزها الأوضاع الميدانية و”اللجنة الدستورية” و”المجموعات الإرهابية”.
وحضر من الجانب الروسي مبعوث بوتين إلى سورية، ألكسندر لافرينتيف، ومن الجانب التركي رئيس قسم سورية في الخارجية التركية، سلجوق أونال، ومن الجانب الإيراني كبير مساعدي وزير الخارجية، علي أصغر حاجي.
اللجنة الدستورية..جولة قريبة واتهامات روسية
عقب اجتماعه مع الوفدين التركي والإيراني، قال رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتيف، إنه ناقش معهما، المسار السياسي متمثلاً بـ “اللجنة الدستورية”، متهماً المعارضة السورية بعرقلة هذا المسار.
وأضاف حسبما نقلت وكالة “تاس” عنه، أن المعارضة السورية تطرح مطالب “غير مقبولة(…)نحتاج إلى البحث عن تنازلات وعدم استفزاز الطرف الآخر وإجباره على اتخاذ خطوات صعبة”.
وتحدث المبعوث الروسي عن زيارة بيدرسون الأخيرة إلى دمشق، مشيراً إلى أنه طلب من النظام دعم عمل الوفود في “اللجنة الدستورية”، على أن يلتقي وفد المعارضة قريباً لنفس السبب.
وقال إن “الدول الضامنة تدعم هذه العملية ولا ترى أي بديل لعمل اللجنة الدستورية في جنيف. وستدعم وفودنا جميع أعمالها بكل وسيلة ممكنة”.
ومن المقرر أن تنعقد الجولة السابعة من “اللجنة الدستورية”، في يناير/ كانون الثاني 2022، بحسب لافرينتيف، بعد فشل الجولة السادسة التي انعقدت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
بيان مشترك
وخلال اليوم الأول من “أستانة 17″، ناقشت وفود “الدول الضامنة” الوضع الميداني في سورية، خاصة في المناطق الشمالية الغربية (إدلب وما حولها)، متحدثة عن ثبيت اتفاقات “خفض التصعيد” حول المنطقة.
ومن المتوقع أن يصدر ببيان ختامي، يوم غد الأربعاء، يتناول ملفات عدة، من بينها وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية ومحاربة “الجماعات الإرهابية”.
وبهذا الصدد، قال مبعوث بوتين إلى سورية “ما زلنا نعمل على البيان الختامي، وهو بحاجة إلى بعض التعديل. كل الدول لديها وجهة نظر خاصة لكن لا توجد صعوبات غير قابلة للحل تمنع تبني بيان مشترك”.
يُشار إلى أن الجولة الحالية من “أستانة” لم يسبقها تصعيد عسكري من النظام وروسيا، في مناطق شمال غربي سورية، كما كان يجري في الجولات السابقة.
فيما سبتقها عملية “تبادل” محتجزين ومختفين قسرياً، بين “الجيش الوطني” في ريف حلب الشمالي الشرقي، وقوات الأسد، برعاية روسية- تركية، كما سبقها دخول مساعدات إنسانية بين مناطق تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام” ومناطق خاضعة لسيطرة النظام.
برعاية تركية -روسية..”تبادل أسرى” بين “الجيش الوطني” ونظام الأسد
ويعتبر مسار “أستانة” الأطول من ناحية المسارات السياسية المتعلقة بالملف السوري، وكانت أولى جولاته قد انطلقت في مطلع عام 2017، عقب خضوع مناطق شرق حلب للنظام، وبلغت 17 جولة حتى اليوم.
ومن أبرز ما توصلت إليه “الدول الضامنة” فيها، هي مناطق “خفض التصعيد”، والتي سيطرت قوات الأسد عليها بشكل كامل، ما عدا محافظة إدلب، التي تعتبر منطقة “خفض التصعيد” الرابعة وتتعرض لخروقات مستمرة أوقعت مئات الضحايا المدنيين.