دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن سياسته المتمثلة في مواصلة الحوار مع روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، قائلاً إن “تركيا لا ينبغي أن تكون القوة الوحيدة التي تتحدث مع موسكو”، و”يجب بالفعل الاستعداد للتوصل إلى سلام تفاوضي”.
وتحدث ماكرون مراراً مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين منذ أن شنت موسكو هجومها على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، وكانت آخر محادثتهما في 19 أغسطس / آب بعد توقف طويل.
في غضون ذلك، سعى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي تربطه علاقة متشعبة مع ماكرون، بنشاط للعب دور الوسيط، حيث التقى شخصياً بكل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف ماكرون في اجتماع لسفراء فرنسا في قصر الإليزيه: “من الذي يريد أن تكون تركيا القوة العالمية الوحيدة التي تواصل الحديث مع روسيا؟”.
وتابع، بحسب وكالة “فرانس برس“: “يجب ألا نستسلم لأي شكل من أشكال الأخلاق الزائفة التي من شأنها أن تتركنا بلا قوة”.
“وظيفة الدبلوماسي هي التحدث إلى الجميع، وخاصة مع الأشخاص الذين لا نتفق معهم. ولذا سنواصل القيام بذلك، بالتنسيق مع حلفائنا”.
وجادل ماكرون بأن القوى العالمية يجب أن تستعد بالفعل لـ”سلام تفاوضي” لإنهاء الصراع الذي استمر بالفعل أكثر من نصف عام، مع التأكيد على أن الأمر متروك لكييف لاتخاذ قرار بشأن التوقيت والشروط.
وقال: “يجب أن نستعد لحرب طويلة. يجب أن نتجنب التصعيد ونعد السلام”.
فيما أشار إلى أن المساعدة العسكرية الغربية لأوكرانيا، بما في ذلك من فرنسا، سمحت للبلاد بمقاومة الغزو الروسي بشكل أكثر فاعلية بكثير مما توقعه العديد من الخبراء وأيضاً روسيا.
وفي يونيو / حزيران الماضي كان وزير خارجية أوكرانيا قد وجه انتقادات إلى ماكرون بعد أن قال الأخير إنه من الضروري ألا تتعرض روسيا للإذلال بسبب غزوها.
وقال ماكرون إنه من المهم أن يكون لدى الرئيس فلاديمير بوتين مخرج مما سماه “خطأ جوهرياً”.
لكن دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، قال إن على الحلفاء “التركيز بشكل أفضل على كيفية وضع حد لروسيا” لأنها “تذل نفسها”.
وتحدث ماكرون مراراً إلى بوتين عبر الهاتف، في محاولة للتوسط في وقف إطلاق النار والتفاوض مع أوكرانيا.
وتتناقض المحاولات الفرنسية للحفاظ على الحوار مع زعيم الكرملين مع موقفي الولايات المتحدة وبريطانيا.