لماذا نفى “حزب الله” العراقي استئناف هجماته ضد الأمريكان؟
نفت ميليشيا “حزب الله” العراقي إصدار بيان حول استئناف هجماتها ضد القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة.
وقالت الميليشيا عبر حسابها في “تلغرام”، اليوم الاثنين، إنه خلال 48 ساعة الماضية لم يصدر أي بيان عنها، وأن ما تناقلته وسائل الإعلام هو خبر “مفبرك”.
وكانت خمسة صواريخ على الأقل قد استهدفت قاعدة للتحالف الدولي في شمال شرق سورية، أمس الأحد، في تصعيد جديد ضد القواعد الأمريكية في سورية.
ونقلت وكالة “رويترز“، ليلة الاثنين، عن مصدرين أمنيين عراقيين قولهما إن الصواريخ انطلقت من بلدة زمار العراقية باتجاه قاعدة للتحالف في منطقة الرميلان.
وأضاف مسؤول أمريكي أن الهجوم لم يسفر عن أي إصابات من الأفراد المتواجدين في القاعدة.
وعقب ذلك تداولت حسابات ومجموعات، يعتقد أنها تابعة للميليشيا، بياناً أعلنت فيه استئناف الهجمات بعد نحو ثلاثة أشهر من تعليقها.
وأوضحت أن قرارها جاء نتيجة “عدم إحراز تقدم يذكر في المحادثات الرامية إلى خروج القوات الأمريكية”، خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن.
وكانت الميليشيا المدعومة من إيران، علقت عملياتها العسكرية ضد القوات الأمريكية في المنطقة، منذ فبراير/ شباط الماضي.
وتعليقاً على نفي “حزب الله”، قال الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، رائد الحامد، إن “الفصائل المسلحة الحليفة لإيران أمهلت رئيس الوزراء العراقي ثلاثة أشهر للتفاوض مع الأمريكيين والاتفاق على جدول زمني لمغادرة العراق”.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زار الولايات المتحدة الأمريكية، السبت الماضي، حيث التقى بالرئيس جو بايدن في البيت الأبيض.
ويضيف الحامد: “ما يبدو فإن زيارة السوداني لم تثمر عن نتائج مقبولة من الفصائل، التي عملياً شنت أول هجمات على مواقع أمريكية في سورية”.
ويرى الحامد أن نفي “حزب الله” لاستئناف هجماته على القواعد الأمريكية هو “محاولة منها لتجنب رد الفعل الأمريكي”.
وتحدث عن خلافات بين الميليشيات العراقية حول الموقف من الأمريكيين، بين فريق يرى ضرورة منح حكومة السوداني والبرلمان ما يكفي من الوقت للطلب من الأمريكيين مغادرة العراق.
ويمثل هذا الفريق حركة “عصائب أهل الحق” و”منظمة بدر”، وهما الأكثر تمثيلاً في الحكومة والبرلمان.
وبين فريق آخر يرى أن “العمل العسكري هو الخيار الأمثل”، ويمثل هذا الفريق كتائب “حزب الله” وحركتي “النجباء” و”سيد الشهداء”، حسب الحامد.
وأشار إلى أن الخلافات بين قادة الفصائل من جهة، والخلافات بين الفصائل وحكومة السوداني من جهة أخرى، والتي هي في حقيقتها حكومة الإطار التنسيقي الذي يمثل أجنحة سياسية لفصائل مسلحة، يشير إلى ما يشبه “الطلاق” بين الفصائل والحكومة، وفق تعبيره.
واعتبر أن الحكومة “بدت حريصة على استقلال قرارها من خلال إعلانها تعقب مطلقي الصواريخ على القواعد الأمريكية، وإحراق إحدى المنصات في نينوى شمال العراق التي منها انطلق الهجوم على قاعدة خراب الجير في شمال شرق سورية”.
من هو “حزب الله العراقي”؟
تعتبر ميليشيا “حزب الله” في العراق من أقوى الميليشيات التي ترعاها إيران، وتأسست رسمياً عام 2007 على يد أبو مهدي المهندس، الذي قتل مع قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني بقصف أمريكي في العراق عام 2020.
وحسب تقرير لموقع “صوت أمريكا“، فإن قادة الحزب “انخرطوا بنشاط في أنشطة مناهضة للغرب، ومؤيدة لإيران منذ الثمانينيات ووسعوا نفوذهم بدءاً من عام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق”.
وحسبما تعرف نفسها عبر موقعها الرسمي فإن “كتائب حزب الله، تشكيل جهادي إسلامي مقاوم يؤمن بمبادئ الإسلام”.
وتعتبر أن “تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران، مرحلة أساسية في التمهيد لدولة العدل الإلهي وصورة من صور حاكمية الإسلام وولاية الفقيه”.
وحسب تقرير صادر عن مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية، فإن الميليشيات يتبع لها عدة ألوية من قوات “الحشد الشعبي”، وتضم حوالي 10 آلاف مقاتل.
وأسهمت الميليشيات في الحرب بسورية عبر دعم نظام الأسد وإرسال مقاتلين للقتال في صفوف قواته.