نفى وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار استهداف بلاده لأي نقطة مراقبة أمريكية في شمال وشرق سورية، ضمن إطار عملية “السيف المخلب” الجوية، التي ما تزال مستمرة حتى الآن.
وتستهدف العملية وفق الرواية الرسمية التركية مواقع لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”وحدات حماية الشعب” التي تشكّل عمادها العسكري، وقال آكار إنه وحتى الآن تم “تحييد 326 إرهابياً بموجبها”.
وأضاف في تصريحات للصحفيين، اليوم الجمعة: “ليس وارداً بالنسبة لنا إلحاق الضرر بقوات التحالف أو المدنيين”.
وتابع: “لدينا هدف واحد فقط، وهو الإرهابيون، الإرهابيون هدفنا. المدنيون، أهم مبادئنا هو عدم الإضرار بهم وبالبيئة”.
ويأتي النفي التركي بعد أيام من إعلان التحالف الدولي و”قسد” عن تعرض قاعدة أمريكية مشتركة في شمال الحسكة، لقصف بطائرة مسيّرة تركية بدون طيار.
وقال المتحدث باسم “قسد”، فرهاد شامي، إن “المسيرة التركية استهدفت قاعدة مشتركة لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لتخطيط وانطلاق العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية، في شمال محافظة الحسكة”.
بدوره قال الكولونيل جو بوشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية: “نعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سورية”، مضيفاً أن “هذه التصرفات تهدد أهدافنا المشتركة وبينها قتالنا المستمر ضد تنظيم داعش”.
وأوضح بوتشينو، يوم الأربعاء، أن القوات الأمريكية لم تكن موجودة في القاعدة التي تم استهدافها بالمسيرة التركية، بينما “كان لنا وجود في قاعدة مجاورة”.
وكانت عملية “المخلب السيف” التركية قد انطلقت يوم الأحد الماضي، رداً على هجوم شارع الاستقلال في إسطنبول، والذي حمّلت أنقرة مسؤوليته لـ”حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب”.
واستهدفت طائرات حربية ومسيرة منذ اليوم الأول منها وحتى الآن سلسلة من الأهداف التابعة لـ”قسد”، بدءاً من تل رفعت في ريف حلب الشمالي ووصولاً إلى مثلث المالكية في أقصى الشرق السوري.
وحتى الآن لم تتضح ملامح العملية الجوية أكثر، وما إذا كانت ستتطور إلى تحرك بري على الأرض، خاصة أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان لوّح بأكثر من مرة خلال يومين، بأن ما يحصل “ما هو إلا البداية”.
من جانبه دعا قائد “قسد”، مظلوم عبدي الرئيس الأمريكي، أمس الخميس، إلى وقف الهجوم البري التركي الذي يلوح في الأفق، والذي اعتبره “سيدمر شمال سورية”، ويعطل القتال ضد ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقال إن “بايدن أكد خلال حملته الرئاسية أنه لن يخون الأكراد كما فعل الرئيس آنذاك دونالد ترامب عندما سحب القوات الأمريكية من شمال سورية في أكتوبر 2019، مما سمح لتركيا بشن عملية قاتلة أدت إلى نزوح 300 ألف شخص”.
وأضاف “نعتقد أنه من مسؤولية سياسية وإنسانية للإدارة والرئيس نفسه حماية المدن التي تحمي الأكراد، وعائلات 12 ألف شهيد ماتوا في القتال إلى جانب الجنود الأمريكيين ضد داعش في سورية”.