ما أسباب رفع سعر صرف الدولار لليرة السورية؟.. محللون يجيبون
في الوقت الذي تشهد فيه الليرة السورية انخفاضاً جديداً ومتدرجاً بقيمتها منذ أشهر، أعلن “مصرف سورية المركزي” التابع لحكومة النظام السوري عن رفع سعر صرف الدولار الرسمي، الأسبوع الماضي.
وبحسب النشرة الرسمية التي أصدرها المصرف، فإن سعر صرف الدولار لليرة السورية ارتفع من 2814 إلى 3015، في حين أصبح سعر شراء الدولار للحوالات القادمة من الخارج 3000 ليرة للدولار الواحد.
وهذه هي المرة الثانية التي يرفع فيها “المركزي السوري” سعر صرف الدولار لليرة السورية.
وفي أبريل/نيسان الماضي كان قد رفع سعر صرف الدولار لليرة السورية من 2512 إلى 2814، في حين أصبح سعر شراء الدولار للحوالات القادمة من الخارج 2800 ليرة للدولار الواحد، حينها.
ما الأسباب؟
تشهد الليرة السورية منذ قرابة الشهرين حالة من الهبوط المتسارع أمام الدولار حتى وصل سعر الصرف إلى حدود 4500 ليرة للدولار الواحد، ما أدى إلى تخبط في أسعار المواد والسلع في الأسواق.
وتعود أسباب الهبوط إلى أسباب خارجية متعلقة بالحرب الروسية- الأوكرانية وارتفاع قيمة الدولار الأمريكي ارتفعت مقابل جميع العملات وليس فقط الليرة السورية، إضافة إلى عدة أسباب داخلية أهمها نفاذ القطع الأجنبي من خزينة المصرف، حسب محللين اقتصاديين.
“المصرف المركزي” عاجز ..الليرة السورية تتهاوى مجدداً لأسباب داخلية وخارجية
أما رفع سعر المصرف المركزي لسعر الصرف، الأسبوع الماضي، أرجعه الباحث الاقتصادي في مركز عمران للدراسات، مناف قومان، إلى مجاراة سعر صرف في السوق السوداء.
وقال قومان لـ”السورية. نت”: “كلما صعد سعر الصرف بالسوق الموازية، سيجد المركزي نفسه مضطراً إما لمجاراة السوق السوداء وتقليص الفجوة بين السعرين لإبقاء قنوات التمويل تصب لصالحه، أو اتباع سياسات قمعية لمنع الناس من التداول في السوق السوداء”.
أما المحلل الاقتصادي، يونس الكريم، أرجع رفع السعر إلى أربعة أسباب، الأول هو “محاولة تخفيض الفجوة بين سعر السوق السوداء والسعر الرسمي، مما يمكن من التشجيع على التعامل بالسعر الرسمي نتيجة المخاطرة”.
أما السبب الثاني يعود إلى “زيادة أعباء الدعم مما يمكن من تحويل جزء من هذه الأعباء على المواطن وتسريع نحو رفع الدعم وتهيئة السوق لرفع الأسعار وخصخصة مؤسسة الدولة”.
ووفق الكريم، فإن السبب الثالث يعود إلى “المحافظة على قدرة الدولة على تقديم خدماتها واستمرارها”، إضافة إلى “تشجيع المغتربين على دفع البدل بالأقنية الرسمية، وتشجيع عودة الحوالات الأممية وخاصة مع الحديث عن مشاريع التعافي المبكر”.
لماذا يوجد سعران؟
ورغم رفع المركزي لسعر الصرف، إلا أنه لا يزال هناك فارق كبير بين سعر الصرف الرسمي وسعر الصرف في السوق السواء، يصل إلى 1500 ليرة سورية.
وظهرت خلال السنوات الماضية ما يعرف بـ”السوق السوداء” لتصريف العملة في سورية، والتي من خلالها أصبح لليرة سعران، سعر رسمي وسعر في السوق السوداء.
ويكون سعر صرف العملات الأجنبية في السوق السوداء، التي تظهر في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية أكبر بعدة مرات من سعر الرسمي، ويرتفع وينخفض السعر بحسب العرض والطلب.
ويوضح قومان أن السوق السوداء “عادة ما تنشأ كرد فعل على سياسات الحكومة المالية، فالنظام لم يولي اهتمام بالغ لفقدان الليرة قيمتها مع مرور الوقت، ولا حتى لانهيار القطاعات الإنتاجية والمؤشرات الاقتصادية”.
واعتبر أن “هذا الوضع المتأزم سيعيد تقييم الليرة في دوائر السوق، حيث المواطن والتاجر والمستثمر الذي يلمس انهيار قيمة النقود، وحيث لا يكون للحكومة والمركزي أي علاقة بقرارات هذه السوق”.
من جانبه اعتبر الكريم أن وجود سعرين للعملة يعود إلى عدة نقاط أهمها “قوانين المصرف المركزي التي تجرم التعامل بالدولار، مما جعل هناك خطورة على حيازته، وهو ما عبر عنه بسعر السوق السوداء”.
إضافة إلى “فراغ خزينة المركزي من القطع الأجنبي، والعقوبات الاقتصادية التي أدت إلى ضعف الحوالات وضعف التصدير وازدياد الاستيراد أي زيادة الطلب على الدولار”.