ما أصداء عودة الأسد لـ”الجامعة العربية” دولياً وعربياً وسورياً؟

تمثل إعادة نظام الأسد إلى مقعد سورية في الجامعة العربية خطوة كبيرة في عملية “إعادة تأهيله عربياً”، حسب مراقبين، وبينما انتقدت أطراف سورية ما حصل وأنه يتجاوز الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب منذ 2011، كان هناك مواقف دولية وسورية أخرى، تباينت ما بين الانتقاد والترحيب و”المباركة الضمنية” والتشكيك.

وكانت جامعة الدول العربية، قد صوتت الأحد، على إعادة عضوية سورية بعد إبعادها لأكثر من عقد من السنوات عقب اندلاع الثورة، والإجراءات الدامية التي قام بها نظام بشار الأسد بحق السوريين المناهضين له.

وجاء التصويت بعد “اجتماعين تشاوريين” في مدينة جدة والعاصمة الأردنية عمان، فيما اعتبرت عودة النظام “مشروطة” على أن تقوم بموجب مبدأ “الخطوة مقابل خطوة”.

دولياً، انتقدت الولايات المتحدة الأمريكية قرار العودة، وقالت إن “دمشق لا تستحق هذه الخطوة”، كما شككت في رغبة رأس النظام السوري بشار الأسد “في حل الأزمة الناجمة عن الحرب الأهلية في بلاده”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تعتقد، مع ذلك، بأن الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الأسد للضغط من أجل حل الأزمة السورية التي طال أمدها، وأن واشنطن تتفق مع حلفائها على “الأهداف النهائية” لهذا القرار.

من جهتها قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن “المملكة المتحدة تعارض التعامل مع نظام الأسد الذي يواصل اعتقال السوريين”.

وأوضح البيان أن “المملكة لا تزال تعارض التعامل مع النظام الذي يواصل اعتقال السوريين الأبرياء، وتعذيبهم وقتلهم من دون أن يظهر أي بوادر لتغيير السلوك تجاه الشعب”.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية كموقف عربي أنها تسعى دائماً لتحقيق الإجماع العربي، وأن موقف دولة قطر من التطبيع مع النظام السوري لم يتغير.

وقال مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري إن دولة قطر تسعى دائماً لدعم ما يحقق الإجماع العربي ولن تكون عائقا في سبيل ذلك.

لكنه أضاف أن “الموقف الرسمي لدولة قطر من التطبيع مع النظام السوري قرار يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق”.

في المقابل اعتبر المستشار الرئاسي في الإمارات، أنور قرقاش، أن “عودة سورية لجامعة الدول العربية خطوة إيجابية في سبيل تفعيل الدور العربي في هذا الملف”.

وقال عبر “تويتر” إن “التحديات التي تواجه المنطقة تحتاج إلى تعزيز التواصل والعمل المشترك بما يضمن مصالح الدول العربية وشعوبها”.

ما الأصداء سورياً؟

وفي بيان نشرته وزارة خارجية نظام الأسد اعتبرت أن “التوجهات والتفاعلات الإيجابية التي تجري حالياً في المنطقة العربية تصب في مصلحة كل الدول العربية، وفي مصلحة تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار لشعوبها”.

وأضاف البيان أن “سورية تلقت باهتمام قرار استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها”.

وأكدت خارجية النظام على “أهمية الحوار والعمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجهها الدول العربية”، وأن “المرحلة القادمة تتطلب نهجاً عربياً فاعلاً وبناءً على الصعيدين الثنائي والجماعي يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية”.

على الجانب الآخر انتقدت أطراف المعارضة السورية “قرار العودة”، وقالت إنه يتغاضى عن كل الجرائم التي ارتكبها الأسد بحق السوريين، على مدى 12 عاماً.

ويمثل قرار “إعادة النظام إلى الجامعة العربية” تجاوزًا لجرائم النظام وضربة للشعب السوري الثائر، وتجاهلًا لمطالبه بالتغيير، وفق رئيس هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس.

وكتب عبر “تويتر”: “لم يتم استشارتنا بشأن هذا القرار، ويبدو أنه تجاهل واضح لإرادة السوريين”.

وأضاف: “نعتقد أن ما حدث هو قتل للعملية السياسية، ودفع للشعب السوري لمواصلة ثورته المحقة حتى تحقيق حقوقه المشروعة، وتجاهل كامل لصوت الشعب السوري لحساب المصالح بين الدول”.

وإلى جانبه قال الرئيس المشترك لـ”اللجنة الدستورية السورية”، هادي البحرة إن “تطبيع العلاقات بين الحكومات والنظام، لا يشكل حلاً مستداماً”.

وأوضح أن “الأسباب الجذرية التي دفعت الشعب للثورة تتعلق بمظلوميته وتحقيق تطلعاته، وطالما بقيت وأسبابها دون حل ولم تتحقق تطلعاته، لن يكون من الممكن تحقيق الأمن والاستقرار والسلام المستدامين في سورية. جوهر الثورة سوري وجوهر الحل كذلك”.

“مباركة ضمنية”

في غضون ذلك أعربت شخصيات سياسية وصفت نفسها بـ”القوى الوطنية الديمقراطية السورية المعارضة” عن ترحيبها بقرار وزراء الخارجية العرب، استئناف مشاركة وفود حكومة النظام السوري في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية.

جاء ذلك، في بيان مشترك، مساء الأحد، وقع عليه 10 شخصيات، من أبرزهم قدري جميل الأمين العام لـ”حزب الإرادة الشعبية” المقرب من روسيا، وخالد المحاميد النائب السابق لرئيس “هيئة التفاوض” المقرب من الإمارات، وعبيدة نحاس رئيس حركة التجديد الوطني.

وقال البيان إن قرار وزراء الخارجية العرب بإعادة سورية إلى محيطها العربي، واستئناف مشاركتها في مؤسسات جامعة الدول العربية، “يأتي في سياق عودة دور عربي ذي محصلة إيجابية ضمن الملف السوري، بما يخدم تطلعات الشعب، ويحفظ سيادة البلاد واستقلالها ووحدتها”.

من جهته أصدر “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) وهو الذراع السياسي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” في شمال وشرق سورية بياناً حملت لهجته “مباركة ضمنية لقرار العودة”.

ورحّب “مسد” في بالبيان “بأي تحرك دولي، وبشكل خاص الاهتمام الدولي العربي بالقضية السورية والمتمثل مؤخراً باجتماعي جدة وعمان، وآخرها اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري برئاسة مصر”.

لكنه قال إن “الخطوات العربية يجب أن تراعي مأساة السوريين التي لا يمكن أن تنتهي دون عملية سياسية متكاملة”.

ولتحقيق ذلك اعتبر أنه “لابد أن تشارك الأطراف السورية الوطنية الفاعلة في العملية السياسية دون إقصاء”.

وأضاف أنه “يأمل من المبادرة العربية أن تساهم بشكل حقيقي في تهيئة الأوضاع لتفعيل مسار العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن 2254، وبما يهيئ الظروف المناسبة لعودة آمنة للاجئين وعدم المجازفة بتعريض مصيرهم للخطر”.

وأبدى المجلس “استعداده للتعاون من أجل ذلك وخاصة في قضية اللاجئين”، وأعاد التذكير بـ”مبادرة الإدارة الذاتية التي طرحت في أبريل، وأشارت إلى إمكانية استقبال اللاجئين السوريين”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا