انتشرت خلال الساعات الماضية إشاعات بشأن استعداد تركيا لسحب نقاطها العسكرية المتواجدة في مناطق النظام السوري، لكن وزارة الدفاع التركية، لم تصدر أي بيانٍ حتى الآن حول الموضوع.
وتواصل فريق “السورية. نت” مع الناطق الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي مصطفى، الذي قال إنه حتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة حول انسحاب النقاط التركية.
في حين أوضح قيادي في “الجبهة الوطنية للتحرير” لـ”السورية.نت” طلب عدم ذكر اسمه، أن تركيا لم تطلب من الفصائل الاستعداد لسحب النقاط حتى الآن، لكن هناك أنباء حول سحب نقاط، وإعادة تمركزها في جبل الزاوية.
بموازاة ذلك، نقلت شبكة “المحرر”، التابعة لفصيل “فيلق الشام” المرافق للدوريات التركية، عن مصدر عسكري وصفته بـ “الخاص”، أن “القوات التركية ستبدأ بسحب نقطة المراقبة المتمركزة في مورك غرب حماة”.
وقال المصدر إن سحب النقطة سيتم على عدة مراحل خلال الأيام القادمة، وستتمركز النقطة التركية في موقع جديد في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وحول سبب سحب النقاط، أضاف المصدر، أن تركيا تعتبر نقاطها المحاصرة “في موقف غير ملائم”، وبعيداً عن الهدف الرئيسِ لتواجدها وتمركزها سابقاً، كما أن القوات التركية حالياً في طور إعادة ترتيب وتوزيع قواتها المتواجدة داخل الأراضي السورية “بما بتناسب مع المرحلة المقبلة”.
ويعد انتشار النقاط التركية في إدلب، أحد بنود تفاهمات “أستانة” بين تركيا وروسيا وإيران، والتي تنص بعضها على إقامة منطقة “خفض تصعيد” في الشمال السوري، إضافة إلى أن النقاط، ثُبتتْ بموجب اتفاق “سوتشي”، بين تركيا وروسيا في سبتمبر / أيلول 2018.
وتنشر تركيا 12 نقطة مراقبة رئيسية، في مناطق “مورك بريف حماة والصرمان وشير مغار واشتبرق والزيتونة وتل طوقان في إدلب، تل العيس والراشدين وعندان وجبل عقيل ودار عزة وصلوة في حلب”.
لكن العديد من هذه النقاط أصبحت محاصرة من قبل قوات الأسد، بعد العملية العسكرية التي شنتها بدعم روسي أواخر العام الماضي، وحتى الاتفاق الجديد بين تركيا وروسيا الذي تم التوصل إليه في 3 مارس/ آذار الماضي.
ومن أهم النقاط التركية المحاصرة هي نقطة الصرمان، مورك، معرحطاط، تل الطوقان، العيس، الراشدين.
وصدرت تصريحات من قبل مسؤولين أتراك، خلال الأشهر الماضية، تؤكد عدم سحب نقاط المراقبة من داخل مناطق النظام كونها متواجدة بموجب تفاهمات “أستانة”.
طلب روسي وتصعيد النظام
ويأتي الحديث عن انسحاب النقاط التركية بعد أحداث شهدتها المنطقة، خلال الأسابيع الماضية، كان أولها طلب روسي من تركيا بسحب نقاط المراقبة من مناطق النظام وسحب السلاح الثقيل من داخل مدينة إدلب.
وجاء الطلب الروسي خلال الاجتماعات التقنية التي جمعت وفود روسية وتركية في العاصمة أنقرة في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، في حين ذكر تقرير لـ صحيفة “HABER TURK” التركية، أن روسيا تمارس ضغوطاً على تركيا، من أجل تقليل عدد نقاط المراقبة في منطقة “خفض التصعيد” شمال غربي سورية.
وأضافت الصحيفة أن تركيا أصرت على موقفها وتمسكها باتفاقي وقف إطلاق النار و”خفض التصعيد”، ونصا على تثبيت نقاط المراقبة التركية في إدلب، مشيرةً إلى أن عدم توصل الوفدين الروسي والتركي لاتفاق خلال الاجتماعات الأخيرة يهدد اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.
وتزامن ذلك مع إخراج نظام الأسد مظاهرات الشهر الماضي، قرب النقاط التركية في الصرمان ومورك بريف حماة، ضد تواجد النقاط التركية في هذه المناطق.