مارتن غريفيث يستقيل..اعترف بخذلان شمال سورية وقاد التفاهم مع الأسد
أعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، تنحيه عن منصبه بعد 3 سنوات من العمل بهذا المنصب، دعم خلالها مشاريع التعافي المبكر في مناطق سيطرة نظام الأسد، واعترف بـ “خذلان” شمال سورية خلال زلزال شباط 2023.
وفي تغريدة عبر حسابه في “إكس”، أمس الاثنين، قال غريفيث “بعد ثلاث سنوات من العمل، أبلغت الأمين العام عن نيتي بالتنحي في حزيران المقبل”.
وأضاف: “إلى الجميع في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، كان هذا امتيازاً في حياتي، وأنا مدين لكم بشدة. إلى جميع الشركاء والداعمين، شكراً لكم على مناصرة قضية الناس في الأزمات”.
After 3 years on the job, I have informed @antonioguterres of my intention to step down in June.
To everyone at @UNOCHA, it's been the privilege of my life. I am deeply in your debt.
To all partners and supporters, thank you for championing the cause of people in crises.
— Martin Griffiths (@UNReliefChief) March 25, 2024
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن تنحي غريفيث عن منصبه يعود لأسباب صحية.
وأضاف حق في بيان أن غريفيث “دعا بلا كلل إلى وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى من هم في أمس الحاجة إليها وتوفير الموارد اللازمة للقيام بذلك”.
مشيراً إلى أن غريفيث “لعب دوراً رئيسياً في قيادة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة وشركائها والتفاوض على حلول لبعض الأزمات الأكثر صعوبة”.
وخلال الأسابيع الماضية، شن الإعلام الإسرائيلي هجوماً على المسؤول الأممي بسبب موقفه مما يجري في غزة ومن حركة “حماس”.
ودعا غريفيث في عدة مناسبات إلى إيصال المساعدات إلى غزة، معتبراً أن “حماس ليست إرهابية”، وإنما جماعة سياسية يجب التحاور معها، وفق قوله.
التعافي المبكر وخذلان الزلزال
استلم غريفيث منصبه كمسؤول عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “الأوتشا” عام 2021، وزار سورية عدة مرات التقى فيها مسؤولين في النظام والمعارضة.
وكان دور غريفيث بارزاً بعد زلزال شباط 2023 الذي ضرب تركيا وشمال سورية، وراح ضحيته عشرات الآلاف.
وأقر غريفيث حينها بأن الأمم المتحدة خذلت الناس في شمال غرب سورية، بعد تأخر المساعدات إلى المنكوبين من الزلزال.
وقال غريفيث في تغريدة عبر حسابه في “إكس” إنهم “محقون في شعورهم بأننا تخلينا عنهم، من واجبنا أن نصحح هذا الفشل في أقرب وقت”.
كما قاد المسؤول الأممي “التفاهم” مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حول إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود لشمال غربي سورية.
وعقب الزلزال زار غريفيث سورية ثلاث مرات التقى فيها الأسد، الأولى كانت في 13 من فبراير/ شباط، والثانية في 21 من مارس/ آذار، والثالثة في 25 من يونيو/ حزيران 2023.
ويعتبر غريفيث من الداعمين الأساسيين لتنفيذ مشاريع “التعافي المبكر”، التي تقوم بها الأمم المتحدة داخل مناطق سيطرة نظام الأسد.
وأكد غريفيث مراراً على ضرورة تعزيز “التعافي المبكر” وتوفير الدعم اللازم لها، لافتاً إلى وجود خطة عمل لدعم هذه المشاريع.
ووفقًا لـبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإنَّ التـعافي المبكر “نَـهجٌ يُلـبي حاجاتِ التّعافي في مرحلة الاستِجابة الإنسانية للطوارئ”.
وبعبارةٍ أخرى، يُمكن تعريف ذلك المفهوم على أنه استِعادةُ الخدمات الأساسية الرئيسة التي تمكن المتـضررين من الاعتماد على أنفسهم، اعتماداً أكـثر استـدامةً، بدلاً من الاتّكال المُستمر على مُنظمات الإغاثـة في تـلـبـية احتياجاتـهم الأساسية.
وسبق وأن حذّر عاملون في المجال الإنساني بسورية من استغلال النظام السوري لمشاريع “التعافي المبكر”، من أجل رفد خزينته من جهة ولإضفاء الشرعية من جهة أخرى.
وكانت وسائل إعلام تحدثت، خلال الأيام الماضية، عن تأسيس الأمم المتحدة صندوقاً للتعافي المبكر مقره في دمشق، إلا أنه لم يصدر أي إعلان رسمي حتى الآن.
من هو مارتن غريفيث؟
بدأ الوسيط الدولي البريطاني، مارتن غريفيث، مسيرته المهنية قبل 50 عاماً كمتطوع في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، في ما كان يعرف آنذاك باسم الهند الصينية.
ويتمتع غريفيث (72 عاماً) بخبرة قيادية واسعة في الشؤون الإنسانية على المستويين الاستراتيجي والتشغيلي، بالإضافة إلى خبرة رفيعة في حل النزاعات الدولية والتفاوض والوساطة.
وكان آخرها كمبعوث خاص إلى اليمن، منذ عام 2018 حتى اليوم، خلفاً لإسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وسبق أن عمل غريفيث مستشاراً لثلاثة مبعوثين أممين خاصين إلى سورية، ونائب رئيس بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية (2012-2014).
وكان أول مدير تنفيذي للمعهد الأوروبي للسلام (2014-2018)، والمدير المؤسس لمركز الحوار الإنساني في جنيف (1999-2010)، حيث تخصص في تطوير الحوار السياسي بين الحكومات والمعارضين في مجموعة من البلدان.