صعّدت القوات الروسية من هجماتها الجوية والبرية على مدينة ماريوبول الساحلية في أوكرانيا، في مسعى للسيطرة عليها بالكامل، وهي التي تعيش حصاراً منذ أكثر من أسبوع، من كافة الجهات التي تربطها مع بقية المناطق.
وذكرت وسائل إعلام غربية بينها صحيفة “وول ستريت جورنال“، اليوم الجمعة أن ماريوبول وهي ميناء في جنوب شرق أوكرانيا، تتعرض لقصف عنيف فيما يشير إلى الأهمية الاستراتيجية التي توليها لها موسكو.
وتقع هذه المدينة بين المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، المطلة على البحر الأسود.
وتقول الصحيفة إن الكرملين ينظر إلى مدينة ماريوبول الاستراتيجية الواقعة على البحر الأسود، “كهدف رئيس”.
وسيؤدي الاستيلاء على المدينة الساحلية إلى فتح ممر بري من الحدود الروسية على طول الساحل الجنوبي لأوكرانيا إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014، وتسهيل طريق القوات الروسية للتحرك نحو كييف.
وأوضحت وكالة “أسوشيتد برس” أن الوضع بات متردياً بشكل متزايد في ماريوبل، حيث كان المدنيون المحاصرون داخل المدينة يبحثون عن الطعام والوقود.
وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشوك إن أكثر من 1300 شخص لقوا حتفهم في حصار المدينة، المستمر منذ 10 أيام.
بدوره قال الرئيس الأوكراني، فولديمير زيلينسكي في خطابه ليلة الخميس: “لديهم أوامر واضحة باحتجاز ماريوبول رهينة، للاستهزاء بها ، بقصفها وقصفها باستمرار”.
وأضاف أن الروس بدأوا هجوماً بالدبابات حيث كان من المفترض أن يكون هناك ممر إنساني.
وقالت السلطات الأوكرانية إن القصف الروسي أحبط المحاولات المتكررة لإرسال الأغذية والأدوية وإجلاء المدنيين.
فيما أشار زيلينسكي إلى إنه تم إجلاء حوالي 100 ألف شخص خلال اليومين الماضيين من سبع مدن خاضعة للحصار الروسي في شمال ووسط البلاد ، بما في ذلك ضواحي كييف.
وكان القوات الروسية قد قصفت مشفى للأطفال في ماريوبول، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفل، وهو الأمر الذي نفته موسكو.
واتهامات استهداف المستشفيات ليست جديدة على روسيا.
فقد أكدت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان وقوع 492 هجوماً على منشآت الرعاية الصحية في سورية و847 حالة وفاة لطاقم طبي هناك بين مارس / آذار 2011 وديسمبر 2017 على يد القوات الروسية والتابعة لنظام الأسد.
ولدى منظمات أخرى، بما في ذلك منظمة أطباء بلا حدود، نتائج مماثلة، غير أن روسيا كانت وصفت مثل هذه الاتهامات بأنها “من نسج الخيال”.
وبحسب لقطات مصورة، فإن أجزاء من ماريوبول أصبحت تشبه المدن التي سوتها روسيا بالأرض، مثل غروزني في الشيشان وإدلب في شمال غرب سورية.
وتصف روسيا ما تقوم به بأنه عملية عسكرية خاصة لنزع سلاح جارتها وطرد الزعماء الذين تسميهم النازيين الجدد، بينما تقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن هذه مجرد ذريعة واهية لغزو بلد يبلغ عدد سكانه 44 مليون نسمة.