“ماكينات الموت”.. تعرّف إلى قوات “الكوماندوز” التركية التي دخلت إدلب
دفع حصار قوات الأسد، لعدد من النقاط التركية في الشمال السوري، الجيش التركي لتعزيز حماية جديدة لهذه النقاط عبر الزج بـ بقوات “الكوماندوز” الخاصة والتي يُطلق عليها اسم “ماكينات الموت”.
وكان لافتاً منذ مطلع الشهر شباط/فبراير الجاري، تعزيز الجيش التركي نقاط المراقبة التابعة له، في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب، بعناصر من قوات المهام الخاصة “الكوماندوز” التركية ،إذ بلغت خلال أسبوعين خمسة أرتال من تلك القوات.
وتضمنت تلك الأرتال، عربات عسكرية خاصة بالتشويش، فضلاً عن سيارات إسعاف عسكرية مدرعة، وفق ما نشرت وكالة “الأناضول”.
ولقوات “الكوماندوز” التركية، تجربة سابقة في سورية، إذ شاركت في عملية “غصن الزيتون” التي أطلقها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 20 يناير/ كانون الثاني عام 2018، بالتعاون مع الجيش السوري الحر، في ريف حلب الشمالي ضد “قسد”، وانتهت بالسيطرة على منطقة عفرين المتاخمة لولاية هاتاي التركية.
وقبل التسلل إلى عفرين، أجرت فرقة “الكوماندوز” الخاصة تدريبات ومناورات عسكرية، عند نقطة انطلاق حدودية، تشبه الظروف الجغرافية في مدينة عفرين.
وفيما بعد تسللت إلى عفرين وقامت بعمليات استخباراتية منها دراسة أرض المعركة، وتحديد الأماكن والمواقع والطرق الخطرة، التي قد تواجه القوات البرية التركية، وإزالة الكمائن.
ووفقاً لـ صحيفة “حرييت” التركية، فإن قوات “الكوماندوز” التركية، أو ما يعرف بأصحاب “القبعات الحمر-Bordo Bereliler”، هي قوات خاصة يُطلق عليها في تركيا “ماكينات الموت” لصعوبة المهام التي تقوم بها.
وقد أنشئت هذه الوحدة الخاصة عام 1992، وهي تابعة لرئاسة الأركان العامة مباشرة، حيث لا يأخذون الأوامر سوى منها فقط.
ومما يميز هذه الوحدة الخاصة عن غيرها من القوات العسكرية، أنها مُدرّبة لمختلف السيناريوهات، والتطورات المحتملة في أرض المعركة.
وفيما يتعلق باختيار أفراد هذه القوة، فإنه لا يمكن لأي أحد الانضمام إلى هذه القوات، بل يتم اختيار جنود محترفين يخضعون قبلها لاختبارات عدة، إضافة إلى اتصافهم بميزات جسدية محددة، فضلاً عن أنهم يتلقون التدريب على جميع أنواع الأسلحة المختلفة الثقيلة والخفيفة، كما يخضعون للتدريب خارج تركيا أيضاً.
وتخضع هذه القوات لدورات تدريبية مكثفة ومتنوعة، تستمر لسنوات، يتم من خلالها تدريبهم في جميع أنواع التضاريس والظروف المناخية المختلفة للتصدي لأي مواجهات داخلية وخارجية.
ومن بين التدريبات التي يخضعون لها، القيادةُ وإدارةُ الحرب النفسية، ومقاومةُ التعذيب والاستجواب والغطسُ والإنزالُ المظلي، وتفجيرُ القنابل وإبطالُ العبوات الناسفة، وكيفيةُ إدارة الاستخبارات، والحصول على المعلومات، وكذلك الإسعافاتُ الأولية، إضافة إلى التدريب على كيفية إدارة الأزمات واتخاذ القرارات في اللحظات الصعبة.
ومما يميز هذه القوة أيضاً، أن بإمكان عناصرها صنع أدوات متفجرة وأسلحة من مواد الطبيعة، حتى أن المكالمات اللاسلكية بين أفرادها مختلفة تماماً، ولا يعرف ويفهم رموزها سواهم، حيث يتواصلون بلغة خاصة بهم.
النقاط التركية
وتسارعت التحركات التركية في محافظة إدلب، عبر إقامة الجيش التركي، نقاط تمركز عسكرية جديدة، غير تلك النقاط الـ 12 التي أقامتها أنقرة في سورية، منذ تأسيس أول نقطة في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بموجب اتفاق بين الدول الضامنة (تركيا، إيران، روسيا) لمسار “أستانة”.
وتوجد حالياً عدة نقاط مراقبة تركية محاصرة من قبل قوات الأسد وهي “خان طومان، تل العيس، تل الطوقان، الصرمان، مورك”.
كما أن الجيش التركي قبل سقوط مدينة سراقب شرق إدلب بيد قوات الأسد، أقام أربع نقاط مراقبة تركية في محيط المدينة، وتعتبر أيضاً وفق الخارطة العسكرية نقاط محاصرة.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مؤخراً، أن بلاده ستحرك قواتها الجوية والبرية، وستقصف قوات الأسد، حتى في المناطق غير المشمولة باتفاق “خفض التصعيد”، مؤكداً تصميم تركيا على إخراج النظام من المناطق التي سيطر عليها مؤخراً في إدلب، حتى نهاية فبراير/ شباط الجاري.
وتابع “بناء على اتفاق أضنة (المبرم مع نظام الأسد)، أُعلن من هذا المنبر أننا سنضرب قوات النظام بشكل مباشر، في حال تعرضت قواتنا لأي ضرر”.
وكان أردوغان أعلن، الثلاثاء، عن سلسلة من الإجراءات الجديدة التي ستتخذها بلاده في إدلب، في إطار الرد على استهداف قوات الأسد لجنود أتراك، ما أدى إلى مقتل 14 منهم، خلال الأيام الماضية.
وبالنظر إلى التموضع العسكري التركي الجديد بمحيط مدينة إدلب، فإن تركيا تحاول بناء سد عسكري يمنع زحف قوات الأسد نحو مدينة إدلب، لا سيما أن قوات النظام وإيران بدعم روسي، تمكنت خلال المعارك مؤخراً، من قضم قرى ومدن وبلدات واقعة على الطريق الدولي حلب- حماة- دمشق، وهذا هو هدف الحملة العسكرية الأخيرة.