اعتدى متظاهرون في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي على رئيس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، سالم المسلط، وأظهرت تسجيلات مصورة كيف تعرض الأخير للضرب بالأيادي قبل وصوله إلى سيارة غادرت به المكان على الفور.
ومنذ أسابيع يخرج مئات المتظاهرين في مدن ريف حلب ومدينة إدلب، وبشكل أسبوعي وعقب صلاة الجمعة لرفض أي “مصالحة مع النظام السوري”، وللتنديد بمحاولات إعادة تعويمه.
وتصادف وجود المسلط، اليوم الجمعة، في اعزاز مع خروج مظاهرة شعبية نادت بالمطالب المذكورة سابقاً، ولكن سرعان ما تعرض المسؤول السياسي للاعتداء بينما كان يحاول المشاركة في الاحتجاجات.
وتفاعل صحفيون وكتاب وباحثون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب انتشار تسجيلات مصورة وثقت لحظة الاعتداء على المسلط حتى لحظة وصوله إلى سيارته الخاصة.
وكتب الباحث المساعد في “مركز عمران”، يمان زبّاد: “ماحدث اليوم لسالم المسلط رئيس الائتلاف مُحزن على مستويين؛ أن الائتلاف لم تجد مكاتبه الإعلامية والعلاقات غير هذا الأسلوب المبتذل حتى يتم استيعاب غضب الشارع المنكوب”.
وأضاف أن “الاعتداء على سالم كان نتيجة إضاعة الائتلاف لفرص ذهبية منذ تأسيسه من 10 سنوات حتى أصبح كياناً فاقداً للأدوات والخيارات، وبالتالي كان سالم كبش فداء للغباء والخيانات والتحزبات ضمن مؤسسة كان تأسيسها على أنها كيان مؤقت ريثما يتم تشكيل حكومة ثم شوهت العملية السياسية”.
ماحدث اليوم ل #سالم_المسلط رئيس #الائتلاف مُحزن على مستويين؛ أن الائتلاف لم تجد مكاتبه الإعلامية والعلاقات غير هذا الأسلوب المبتذل حتى يتم استيعاب غضب الشارع المنكوب.
⬇️— يَمانْ زَبَاد (@YamanZabad) January 13, 2023
في المقابل اعتبر الصحفي السوري، غسان ياسين بالقول: “من حق الناس أن تنتقد الإئتلاف وهيئة التفاوض والحكومة وكل الكيانات السياسية والثورية لكن ماجرى مع سالم المسلط غير مقبول”.
وأضاف: “لماذا يضرب ويشتم ويوصف بالشبيح!. إذا كان الجميع يعرف أن الإئتلاف لاحول ولاقوة وليس لديه ميزانية ولا سيطرة على أي شيء في سورية”.
من حق الناس أن تنتقد الإئتلاف وهيئة التفاوض والحكومة وكل الكيانات السياسية والثورية لكن ماجرى مع سالم المسلط غير مقبول
لماذا يضرب ويشتم ويوصف بالشبيح!
اذا كان الجميع يعرف أن الإئتلاف لاحول ولاقوة وليس لديه ميزانية ولا سيطرة على أي شيء في سوريا.. يعني حرفياً مابيمون على شي pic.twitter.com/QCzj44G5UA— غسان ياسين Ghassan yassin (@ghassanyasin) January 13, 2023
من جانبه اعتبر النقيب المنشق عن قوات النظام، مصطفى معراتي أنه “يجب استقالة رئيس الحكومة والائتلاف”، مضيفاً: “من نصح سالم المسلط بالذهاب هو من دبر له هذا الأمر والجواب منه يجب أن يكون استقاله علنية فورية”.
يجب استقالة رئيس الحكومة والائتلاف …
اذا كانوا بحق ثوريين واذا كان همهم الحفاظ على المؤسسات الثورية
من نصح سالم المسلط بالذهاب هو من دبر له هذا الامر والجواب منه يجب ان يكون استقاله علنية فورية
سقطت ورقة التوت
الثورة أهم من الأشخاص
لن نصالح .. pic.twitter.com/PghWVsAC9X— النقيب مصطفى معراتي (@mustafa1981_sy) January 13, 2023
الباحث السوري، محمد السكري علّق على حادثة الاعتداء على المسلط، وقال: “رغم موقفي من المعارضة التقليدية، لكن الحقيقة، شعرت بالحزن والألم خلال مشاهدة فيديو طرد رئيس الائتلاف من اعزاز، لأنني مدرك تماماً صعوبة تصدر العمل السياسي في هذا الجو الذي تخلت به كل دول العالم عن السوريين حواضن اجتماعية وكيانات سياسية”.
وتابع السكري: “وفي ذات اللحظة لا ألوم الناس أنها غاضبة ومرهقة من أداء المعارضة، التي يتعين عليها بذل جهود كبيرة لتمثيل الناس وعكس مطالبهم وإرادتهم. قد يكون من حق الناس أن تنتقد وترفض وتُقيم الأداء السياسي، لكن الضرب والشتم ليس سلوكاً مفيداً للقضية”.
رغم موقفي من المعارضة التقليدية، لكن الحقيقة، شعرت بالحزن والألم خلال مشاهدة فيديو طرد رئيس الائتلاف #سالم_المسلط في #أعزاز، لأنني مدرك تمامًا صعوبة تصدر العمل السياسي في هذا الجو الذي تخلت به كل دول العالم عن السوريين حواضن اجتماعية وكيانات سياسية..
1/2
— Muhammed ElSukkeri | محمد السكّري (@m_elsukkeri) January 13, 2023
ولم يصدر حتى ساعة إعداد هذا التقرير أي تعليق من المسلط أو “الائتلاف الوطني السوري”، والذي كان قد أكد في تصريحات الأسبوع الماضية على “ثوابت الثورة السورية وضمان الحل بموجب قرار مجلس الأمن 2254”.
وترتبط الاحتجاجات في شمال سورية بشكل أساسي بخط الحوار الذي بدأته تركيا مع النظام السوري، والذي كانت أولى محطاته اللقاء على مستوى وزراء الدفاع في موسكو، على أن يتبع في المرحلة المقبلة لقاء على مستوى وزارات الخارجية.
وحتى الآن لا يعرف بالتحديد ما سيؤول إليه مسار الحوار بين أنقرة ونظام الأسد، فيما أكدت الأخيرة في سلسلة تصريحات أن الحل في سورية لن يكون بمعزل عن القرار الأممي 2254.
التقينا مع رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط و رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس و رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى. خلال اللقاء تمت مناقشة آخر التطورات حول #سوريا.و أكدنا دعمنا للمعارضة السورية و الشعب السوري و ذلك وفقا لقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤. pic.twitter.com/6mn6SWRY0S
— Mevlüt Çavuşoğlu (@MevlutCavusoglu) January 3, 2023