ما تزال جلسات المحاكمة الخاصة بالطبيب السوري، علاء موسى مستمرة حتى الآن، وهو المتهم بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”، حيث كان يعمل لدى مشافي نظام الأسد العسكرية، قبل أن يصل إلى ألمانيا ويتم اعتقاله مؤخراً.
وفي الجلسة التي عقدت، يوم أمس الخميس، تم عرض وقراءة تقرير تحقيق للشرطة الألمانية حول “موسى” واتصاله بالصحفي السوري أكثم سليمان، المدير السابق لمكتب الجزيرة في برلين (حتى عام 2012).
وذكر “المركز السوري للعدالة والمساءلة” الذي يحضر مراقبوه جلسات المحاكمة باستمرار، اليوم الجمعة، أن “سليمان” اتضح أنه كان يعمل كمسؤول إعلامي في سفارة النظام السوري في برلين في تلك الفترة السابقة لاعتقال الطبيب.
وفي رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين الطرفين بين الفترة الممتدة من مايو/أيار إلى يونيو/حزيران من العام 2020 والتي عرضها المحققون الألمان في قاعة المحكمة، سأل علاء أكثم عما إذا كان من الممكن العودة إلى سورية أو الذهاب إلى موسكو أو طهران أو الإمارات.
وأخبره “أكثم” أن الحدود مع بلجيكا وفرنسا مفتوحة في ذلك الوقت، أثناء جائحة “كورنا”، وفق المركز الحقوقي.
“خطوات لم تنجح”
وحاول أكثم مساعدة “موسى” من خلال الاتصال بصديق في نيويورك، لكنه لم ينجح بالتواصل معه، وكذلك ساعده بترجمة وثائق خاصة به، فيما كان قد أوصاه بتوكيل المحامي أسامة العجي للدفاع عنه.
وأوضح المركز الحقوقي أنه وضمن المراسلات بين علاء وأكثم، شارك الأول العديد من لقطات الشاشة (سكرين شوت) والفيديوهات، وروابط بحوزته حول التقارير الإعلامية عنه وعن الشاهد الطبيب الذي شهد ضده، من فيديو قناة “الجزيرة”.
بعد ذلك، ربط أكثم الطبيب “موسى” بأشخاص في السفارة السورية في برلين لمساعدته على مغادرة ألمانيا من خلال الاتصال بوزارتي الداخلية والخارجية السوريتين، للحصول على تصريح للعودة على متن رحلة جوية إلى دمشق عبر بيروت.
وكانت الرحلات، في ذلك الوقت، محصورة فقط بالطلاب السوريين وإعادتهم إلى سورية من ألمانيا خلال جائحة كوفيد، فيما لم يكن “موسى” طالباً.
وجاء في التفاصيل التي نشرها المركز الحقوقي: “ثم عرض عليه أكثم مقعداً في الرحلة، لكن علاء رفض في النهاية، لأنه ادعى أن زوجته هي التي أرادت السفر وليس هو، وقد نجح بتهدئتها في النهاية”.
من هو أكثم سليمان؟
هو محرر ومذيع سابق في “إذاعة صوت ألمانيا”، وعمل في قناة الجزيرة الفضائية مديراً لمكتبها في برلين، ثم أعلن استقالته عن القناة في ديسمبر 2012، بسبب ما وصفه “بافتقار القناة للمهنية خلال تغطيتها للربيع العربي”.
منذ ذلك الوقت، ظهر على وسائل الإعلام، منها الألمانية بصفة محلل، بينما بات كاتباً في صحيفة “الأخبار” اللبنانية التابعة لـ”حزب الله”.
واتضح خلال جلسة يوم الخميس أن أكثم سليمان كان المسؤول الإعلامي في السفارة السورية في برلين، عندما تواصل “طبيب التعذيب” مع السفارة طالباً المساعدة لمغادرة ألمانيا.
وكانت السلطات الألمانية اعتقلت الطبيب علاء موسى في يونيو/ حزيران 2020 في ولاية هيسن الألمانية، عقب تحقيق استقصائي متلفز نشرته “قناة الجزيرة”، تناول لجوء عناصر وأطباء موالين لنظام الأسد، ممن يُعتقد ارتكابهم “جرائم حرب”، إلى أوروبا.
وجاء في مذكرة التوقيف أن علاء عمل في مشفى حمص العسكري وقام بتعذيب مدنيين كانوا محتجزين في سجن المخابرات العسكرية، حيث يواجه تهماً بقتل أحد المعتقلين عمداً وتعذيب 18 آخرين.