“مخيم دُلّني”..”شركاء نجاح” يروون تجربتهم من التدريب لسوق العمل
قبل أن ينهي دراسته في قسم الهندسة المدنية، بـ”جامعة الشام العالمية” في الشمال السوري، تراود الشاب حمزة عمر زير “كوابيس ما بعد الدراسة”، إذ يسمع ويرى ما يعانيه الشباب حوله، لإيجاد فرصة عمل، رغم المؤهلات التي يملكونها.
كل ذلك دفعه للمشاركة في مشروع “مخيم دُلّني” التدريبي التقني، الذي يرعاه “المنتدى السوري”، بهدف تطوير المهارات والمواهب التقنية والفكرية لدى الشباب، وتأهيل كوادر مهنية قادرة على دخول سوق العمل.
وصف حمزة تجربته في المخيم التدريبي بـ”الناجحة”، كونها أسهمت بإيجاده فرصة عمل ضمن إحدى الشركات التسويقية، بوصفه كاتب محتوى.
“دُلّني”..تطلعات ونتائج
يقول حمزة لـ “السورية.نت”، إن مشاركته في “مخيم دُلّني”، كانت “نقلة نوعية” في مسيرته المهنية، مشيراً إلى أن المشروع “هو الأول من نوعه في الشمال السوري، ويقدم طرحاً استثنائياً في برامجه”.
ويضيف: “على اعتبار أني كاتب محتوى متطوع، كانت دوافعي للمشاركة بمخيم دلني هي الانتقال من المستوى المهني المتوسط، إلى الاحترافي”.
وهو ما يأمل حمزة (20 عاماً) أن يحققه، عبر تثبيت قدمه بمجال كتابة المحتوى الرقمي وتحسين محركات البحث بالشمال السوري.
كما يأمل بتشكيل فريق خدمي، لتلبية طلبات العملاء في مجال الخدمات التسويقية، حسب قوله.
أما الشاب علي الخطيب، الذي شارك أيضاً في “مخيم دلني”، فقد تحدث عن خبرات “فريدة” اكتسبها من التدريب، تتمثل بكتابة المحتوى الرقمي وتحسين محركات البحث “SEO”.
وأضاف لـ “السورية.نت”، انه وباقي “شركاء النجاح” في “دُلني”، تعلموا “مهارات التواصل والإلقاء، ومهارات مهنية تتعلق بكتابة السيرة الذاتية ومفاتيح مقابلة العمل”.
ومثل حمزة، تمكّن علي (31 عاماً) من إيجاد فرصة عمل ككاتب محتوى مع “منصة فاتورة”، ومقرها في دولة قطر.
ويقول: “شاركت بمخيم دلني لتطوير مهاراتي بكتابة المحتوى والحصول على وظيفة ضمن هذا الاختصاص، بما يعود علي بمردود مادي جيد”.
وعلي مقيم في مدينة مارع، بريف حلب الشمالي، وحاصل على ماجستير في الفقه وأصوله، إلا أن لديه اهتمامات بكتابة المحتوى التسويقي، كما قال لـ”السورية.نت”.
تحديات الشباب في “بقعة ضيّقة”
يتحدث علي وحمزة عن واقع الشباب في الشمال السوري، والتحديات التي يواجهونها ضمن ظروف خارجية لا تساعد على النهوض، حسب وصفهما.
ويقول حمزة، إن أبرز الصعوبات في سوق العمل “وجود عدد كبير من الشباب في مختلف قطاعات العمل، ما يجعل فرصنا بكسب وظيفة أمراً صعباً، ويدفع المؤسسات إلى رفع معايير القبول”.
وأضاف متحدثاَ عن واقع مناطق شمال غربي سورية، أن “تقييد الشباب السوريين في بقعة جغرافية ضيقة وضعيفة اقتصادياً ومعيشياً يجعل من الصعب تأمين وظائف للجميع”.
أما علي الخطيب، يرى أن الظروف الاقتصادية وقلة الدعم المالي “يشكل عائقاً أمام الشباب في الشمال السوري لبدء أعمالهم ومشاريعهم، ويسهم بارتفاع معدل البطالة”.
واعتبر أن “قلة الفرص التعليمية والتدريبية، انعكست سلباً على الشباب وفرصهم باكتساب مهارات وخبرات مهنية جديدة، وإيجال فرصة عمل جيدة”.
وأضاف: “الحياة غير المستقرة، والنزاعات التي تشهدها المنطقة منذ سنوات أثرت على سوق العمل بشكل مباشر، وقللت فرصنا بالحصول على وظيفة مستقرة”.
ما هو “مخيم دُلّني”؟
“شركاء النجاح”، بهذه العبارة وصف “مخيم دُلّني” المتدربين الذين شاركوا فيه، وعددهم 20 شاباً وشابة، من المهتمين بتطوير المحتوى الرقمي.
ويُعرّف المشروع عنه نفسه بأنه “مخيم تدريبي تقني مكثف لتطوير كوادر مهنية تعمل في قطاع الخدمات الرقمية في سورية وخارجها، من خلال التدريب على المهارات التقنية والاحترافية”.
وأنهى المخيم برنامجه الأول، الذي استمر 3 أشهر، ببحفل تخريج الدفعة الأولى، الذي أقيم بمدينة اعزاز شمالي حلب، اليوم الجمعة.
ويهدف المشروع إلى تأهيل كوادر مهنية في مجال العمل التقني، بحيث “يكون المتدرب مؤهلاً ليشاركنا في نسج مستقبل القتصاد الرقمي السوري”.
وتضمّن المشروع برامج تدريبية عدة، بينها: كتابة المحتوى الرقمي، وتحسين محركات البحث “SEO”.
كما تضمّن مهارات مهنية احترافية للتوظيف، تشمل كتابة السيرة الذاتية والتواصل والإقناع خلال مقابلات العمل، وحل المشكلات ضمن فريق العمل.