مداهمة واحتجاجات جديدة..ماذا يجري في محافظة السويداء؟
شهدت محافظة السويداء، خلال الساعات الماضية، أحداثاً متسارعة في اتجاهين مختلفين، الأول سببه دورية تابعة لقوات الأسد، والثاني الأزمة الاقتصادية التي تضرب المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.
البداية كانت يوم الأحد الماضي، عندما اقتحمت دورية أمنية تابعة لقوات الأسد قرية أم الرمان، وداهمت أحد المنازل، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين.
وحسب مصادر “السورية.نت” فإن التوتر بدأ عندما خُطف أحد الأشخاص على الطريق بين صلخد وأم الرمان، وهو يعمل لدى شخص مدعوم من قبل الأمن العسكري التابع لقوات الأسد.
وأشارت المصادر إلى أنه عقب ذلك اقتحمت دورية عسكرية قرية أم الرمان، بهدف تحرير الشخص المخطوف، وداهموا أحد المنازل وأطلقوا الرصاص، ما أدى إلى مقتل شخص.
وأدى ذلك إلى غضب أهل القرية، الذين اجتمعوا مع مشيخة العقل في دار الطائفة، وأعطوا مهلة مدتها ثلاثة أيام، تنتهي غداً، لمحاسبة جميع المسؤولين عن اقتحام الدورية الأمنية لقريتهم.
وحسب فيديو نشرته شبكة “السويداء 24″، رفض الشيخان، يوسف جربوع وحمود الحناوي، التصرف الذي حصل من قوات الأسد، وتعهدوا ببذل الجهود لمحاسبة المسؤولين عن اقتحام القرية.
وتعليقاً على ذلك يقول الصحفي حافظ قرقوط، لـ”السورية. نت” إن نظام الأسد ينتقم من أهالي المحافظة بسبب موقفهم منذ بداية الثورة السورية، ورفض شبابها التحاقهم بالخدمة العسكرية، عبر تعزيز الفلتان الأمني المستمر بطرق مختلفة في المحافظة، وخاصة من قبل بعض الفصائل المحلية التابعة للأمن العسكري والسياسي.
وأضاف قرقوط الذي ينحدر من السويداء، أن نظام الأسد يحاول الضغط على الأهالي والاستفادة من الفلتان الأمني، لدفعهم للطلب منه “لجم العصابات التي يمون عليها كونها جزء منه”.
وأشار إلى أن النظام “يحتاج الفراغ الأمني من أجل إشغال الطرفين، العصابات المنتمية له، والمواطنين الذين يحتاجون الحماية، كونه لا يوجد بديل لهم”.
وكانت السويداء شهدت في الأشهر الماضية احتجاجات مناهضة لنظام الأسد، وطالب فيها المتظاهرون بخروج الميليشيات الإيرانية والروسية من البلاد، والإفراج عن المعتقلين.
وآخر كانت المظاهرات كانت قبل أسبوعين عندما أحيا العشرات من أهالي المحافظة ذكرى رحيل قائد الثورة السورية الكبرى، سلطان باشا الأطرش، بشعارات مناهضة لنظام الأسد، إذ أطلقوا هتافات “عاشت سورية ويسقط بشار الأسد”.
وطالبت لافتات أخرى بإطلاق سراح المعتقلين ورفض إعادة “تأهيل الفساد”.
احتجاجات وقطع طرقات
وتزامن ذلك مع غليان شعبي شهدته المحافظة، اليوم الثلاثاء، بسبب أزمات اقتصادية، أبرزها مسألة فقدان مادة البنزين التي أدت إلى أزمة مواصلات حادة في المحافظة وعموم المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وحسب معلومات “السورية. نت” فإن عدد من الشبان قطعوا طريق دمشق- السويداء، اليوم لعدة ساعات عبر إشعال الإطارات.
وأعقب ذلك محاصرة الشبان لمقر شركة “تكامل” المسؤولة عن البطاقات الذكية التي توزع من خلالها مادة البنزين، وأخلوا المبنى من الموظفين، قبل تدخل محافظ السويداء ولقائه بوفد من المحتجين وتقديم وعود بالبحث عن حلول، حسب شبكة “السويداء 24”.
كما توجه العشرات إلى مديرية المياه “احتجاجاً على عدم التزام الدولة بواجباتها في توفير المياه للمواطنين، وعدم إيجاد حلول لمشاكل الآبار المزمنة منذ سنوات”.
وتعليقاً على ذلك قال المحامي الذي ينحدر من السويداء، بسام العيسمي، لـ”السورية.نت”، إن “النظام فقد القدرة على تلبية حاجات الناس وأفقرهم وعبث بأمنهم، ومن الطبيعي أن تتسع دائرة الرفض له والمطالبة بسقوطه”.
وأضاف أن “النظام غدا بنظر كثير من السوريين، بأنه عدوهم والمسبب في كل ما جرى ويجري لهم، لذلك من الطبيعي أن يستمر كل السوريين بمختلف مناطق تواجدهم وإقامتهم، بالتصعيد ضد هذا النظام وبكل الطرق الممكنة، لإسقاطه وبناء دولة ديمقراطية عادلة تحترم حقوق وكرامات أبنائها”.
من جهته طالب قرقوط بإعطاء ما أسماه “الحراك” في السويداء “اهتماماً ووزناً، كونها رغبات المواطنين، وبالنتيجة الثورات تريد تحسين حياة الناس من الأزمات الاقتصادية، والنظام عاجز عن تلبية مطالب الناس سواء كهرباء أو بنزين أو ماء”.
واعتبر قرقوط أن أي تطور في المحافظة له تأثير على هيبة ما بقي من نظام الأسد، واصفاً أن “الحراك الحالي هو الأهم”.