مدينة الباب..مبادرات اجتماعية ونقاشات ثقافية تحاول تجاوز التحديات
رغم ما تعيشه مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، من حالة قلق بسبب بعض مظاهر عدم الاستقرار الأمني، فإن مبادرات إنعاش الأنشطة الاجتماعية والثقافية فيها، تبدو في تصاعد.
فإلى جانب استمرار جهود تأهيل القطاع الخدمي في المدينة، تبرز بعض المبادرات والفعاليات الاجتماعية والثقافية، التي وإن حدّت منها تحديات انتشار فيروس “كورونا”، فإنها ماتزال مستمرة.
الأطفال.. المستهدَف الرئيسي
بهذا الصدد، يواصل تجمّع “سحابة وطن” أنشطته في مجال الدعم النفسي والاجتماعي بمدينة الباب، معلناً عن جملة من الفعاليات التي تستهدف جميع فئات المجتمع، وفي مقدمتهم الأطفال.
مديرة التجمع، ثريا الهادي، تتحدث لـ”السورية نت” عن أبرز تلك الفعاليات، ومن بينها فعالية “بكرة أحلى” التي تضمنت مسابقات ترفيهية للأطفال وأناشيد غنائية مشتركة، انتهت بتوزيع الهدايا والقرطاسية عليهم، إلى جانب توزيع الملابس الشتوية على المحتاجين منهم.
وبحسب الهادي، فإن عدد المستفيدين من تلك الفعالية هو 90 طفلاً وطفلة (بين مقيم ومهجّر)، كان الهدف الرئيسي منها هو تعزيز روح التعاون بين الأطفال عبر التركيز على انخراطهم بأنشطة تعاونية مشتركة.
وفي إطار التوجه نحو الأطفال، عملت مجموعة من الشباب والفتيات، المنحدرين من مختلف المحافظات السورية، على تنفيذ أنشطة في المركز الثقافي بمدينة الباب، الأسبوع الماضي، تحت اسم “رسل السلام”، تضمنت تقديم عرض مسرحي أبطاله من الأطفال، يستعرض حالة معاناتهم أثناء ذهابهم إلى المدرسة تحت القصف، وكيف كانوا يلعبون في الشارع والطيران الحربي يحلق من فوقهم.
كما عملت فرق “سحابة وطن” على زراعة شجرة زيتون في المركز الثقافي، تعبيراً عن السلام، من خلال مبادرة “غرسة أمل” التي استهدفت أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى جانب أطفال أصحاء، لإعطاء رسالة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بأنهم أشخاص فاعلون في المجتمع وقادرون على العطاء كغيرهم من الأطفال.
يٌشار إلى أن منظمات الإغاثة الدولية تدق ناقوس الخطر مراراً حول أوضاع “أطفال الحرب” في سورية، حيث حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقرير لها في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي من تدهور حالهم نتيجة مرور 10 سنوات على الحرب.
وبحسب التقرير، يوجد في سورية أكثر من 2.4 مليون طفل غير ملتحقين بالمدرسة، منهم 40% من الفتيات. ومن المرجح أن يكون العدد قد ارتفع خلال عام 2020 نتيجة تأثير جائحة “كورونا” التي أدت إلى تفاقم تعطّل التعليم، مؤكدةً أن واحدة فقط من كل ثلاث مدارس داخل سورية صالحة للاستخدام، بسبب تعرضها للدمار أو للضرر أو لأنها تُستخدم لأغراض عسكرية.
نقاشات سياسية وثقافية تلفت الأنظار
تحت اسم “جسور السلام” نظّم تجمع “سحابة وطن” نشاطاً جمع مدراء جميع الروابط في مدينة الباب، وعددهم 40 شخصاً، لمناقشة مواضيع ثقافية واجتماعية، حسبما أوضحت مديرة التجمع ثريا الهادي.
“غرسة أمل” و”حكايا الجدات” وغيرها.. مبادرات اجتماعية رغم الحرب والجائحة
الهادي قالت لـ”السورية نت” إن الهدف من الفعالية هو تشكيل لجنة لحل النزاعات القائمة وسط المدينة ومنع حدوثها، وتوطيد العلاقات بين المقيم والمهجر، عبر تنظيم أنشطة تجمعهما وتقارب وجهات النظر، مشيرة إلى مشاركة 40 شخصية “اعتبارية” في المدينة بهذا النشاط.
وفي هذا الإطار، قام فريق من “سحابة وطن” و”غرسة أمل” بتوزيع ولصق بروشورات في الأماكن العامة بمدينة الباب، الخميس الماضي، هدفها تعزيز الدعم المجتمعي بين المهجرين والمقيمين، والدعوة للعمل كـ “يدٍ واحدة”، حسب تعبير ثريا الهادي.
وكذلك، شهدت مدينة الباب، قبل أيام، مشاركة المجتمع المحلي بحوار سياسي، عبر تنظيم حقلة عمل ناقش خلالها المشاركون مخرجات الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف، و” الخيارات اللازمة للتغلب على تعنت نظام الأسد، بالإضافة إلى أكبر المشاكل في دستور 2012″.
ولاقت الفعالية، التي نظمتها “وحدة دعم الاستقرار” في مدينة الباب، ترحيباً من “السفارة الأمريكية في دمشق” التي نشرت عبر “فيس بوك”:”نحن فخورون بدعم هذه الأنشطة، لأن الحل السياسي الدائم يتطلب مشاركة المجتمعات المحلية”.
وتُعرّف “سحابة وطن” عن نفسها بأنها “تجمع مدني نسائي تطوعي يعمل على تمكين المرأة ويساهم في بناء المجتمع، من خلال تدريب فرق مشاركة مجتمعية، يحقق من خلالها التوازن والتفاعل بين مكونات المجتمع ويستخرج الطاقات الكامنة الموجود لدى الشباب”.
“المنتدى الشبابي” في مدينة الباب..عينٌ على الشباب والثقافة والهوية
وكان التجمع قد تأسس عام 2017 ومقره مدينة الباب بريف حلب الشمالي.