مسؤول أمريكي: المفاوضات مع روسيا كانت صعبة جداً بشأن سورية
وصف نائب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، جيفري بريسكوت، المفاوضات التي جرت مع روسيا، بشأن تمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية بـ”الصعبة جداً”.
وقال المسؤول الأمريكي في إيجاز هاتفي عبر الهاتف، بحضور صحفيين سوريين، أمس السبت “كنا نعلم أن هذه المفاوضات ستكون صعبة جداً، لأن موقف روسيا كان واضحاً جداً”، وهو “إنهاء هذه الآلية وهي مستعدة لاستخدام حق النقض لتحقيق ذلك”.
وأضاف “يسعدنا أننا تمكنا من العمل دبلوماسياً مع روسيا لإبقاء هذا المعبر مفتوحا وتوسيع فرص العمل مع روسيا ومع أعضاء آخرين في المجلس، لزيادة فرص وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين المحتاجين عبر كافة السبل ومواصلة التركيز على أبرز ما تتمحور حوله هذه القضية”.
ورفض المسؤول الأمريكي التعليق مباشرة حول ماهية المفاوضات مع الروس، والمقابل الذي أخذته روسيا مقابل الموافقة على تمرير القرار.
واعتبر أن “ما تمكنا من تحقيقه هو ثمرة الجهد الدبلوماسي الذي بذلته السفيرة توماس-غرينفيلد وزملاؤنا عبر الحكومة الأمريكية وزملاؤنا وأعضاء آخرون في مجلس الأمن، توصلنا إلى اتفاق… اتفاق بالإجماع لمواصلة تلك المساعدات الهامة عبر الحدود لمدة عام آخر”.
من جهته وصف وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، القرار بأنه “إنجاز”، وقال إن “القرار يعني أن المعابر الخارجية لم تعد هي الأداة الأساسية التي كان يعتمد عليها الغرب في إطار إيصال المساعدات لسورية بل أصبح الداخل السوري هو الأساس”.
وأضاف المقداد، في تصريح لوكالة “سانا”، أن “القرار الجديد أكد على إدخال المساعدات من داخل سورية، ستصبح الدولة على دراية وبشكل دقيق بما يدخل إلى البلاد وإلى أين تذهب المواد الغذائية والإنسانية”.
وكان مجلس الأمن الدولي مدد الجمعة الماضي، آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر الحدود، وذلك لمدة 12 شهراً مقسمة على مرحلتين.
ويسمح القرار بتسليم عبور حدودي واحد لمدة ستة أشهر، مع إمكانية التجديد لستة أشهر أخرى “بناء على قرار الأمين العام للأمم المتحدة وشفافية إيصال المساعدات لكل الأطراف”.
“الإدارة الذاتية”: القرار عقوبة
من جانبها وصفت “الإدارة الذاتية” التي تسيطر على مناطق شمال شرق سورية، القرار بأن “بمثابة عقوبة بحق خمسة ملايين إنسان في شمال وشرق سورية، وتأكيد واضح على أن هناك بعض الجهات تقوم باستثمار الوضع الإنساني في سورية سياسياً”.
ورفضت “الإدارة الذاتية” “بشدة” قرار مجلس الأمن، واعتبرت أنه “لا يراعي الوضع الإنساني في سورية والتعامل معه بشكلٍ متساو، ويعمق هذا القرار المأساة الإنسانية.
واعتبرت أن القرار “سياسي بالدرجة الأولى”، وطالبت بإعادة النظر بهذا القرار “الجائر مع تأكيدنا على إعادة فتح معبر تل كوجر (اليعربية) لأن إغلاقه تعبير واضح عن التعاطي بمنطق مختلف حول الوضع الإنساني العام في سورية”.
وكانت المساعدات تدخل، خلال السنوات الماضية، عبر معابر باب السلامة وباب الهوى الحدودية مع تركيا، واليعربية عند الحدود العراقية، إلا أن روسيا رفضت السنة الماضية، تمديد قرار إدخال المساعدات عبر المعابر الثلاثة باستخدام النقض الفيتو، ووافقت على تمديد القرار لمدة عام واحد فقط من معبر باب الهوى.