قال مسؤولون أتراك إن الجيش التركي يحتاج “إلى أيام قليلة فقط” ليكون جاهزاً لهجوم بري في شمال سورية، وإن مثل هذا القرار قد يأتي في اجتماع لمجلس الوزراء اليوم الاثنين.
ونقلت وكالة “رويترز” عن أحد المسؤولين قولهم: “القوات المسلحة التركية بحاجة إلى بضعة أيام فقط لتصبح جاهزة بشكل كامل تقريباً”.
وأضاف أن مقاتلي فصائل “الجيش الوطني السوري” كانوا مستعدين لمثل هذه العملية بعد أيام قليلة من تفجير اسطنبول في 13 نوفمبر، والذي حمّلت أنقرة مسؤوليته لـ”وحدات حماية الشعب” و”حزب العمال الكردستاني” (pkk).
وتابع: “لن تستغرق العملية وقتاً طويلاً حتى تبدأ”. “الأمر يعتمد فقط على إعطاء الرئيس الكلمة”.
وسبق أن شنت تركيا عمليات عسكرية برية ضد “وحدات حماية الشعب”، وكانت آخرها “نبع السلام”، والتي سيطرت بموجبها على مساحة تمتد من رأس العين في ريف الحسكة، وحتى تل أبيض بريف الرقة.
وقال الرئيس، رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، إن تركيا ستشن عملية برية عندما يكون ذلك مناسباً، لتأمين حدودها الجنوبية.
ومن المقرر أن يرأس أردوغان اجتماعاً لمجلس الوزراء في الساعة 3:30 من مساء اليوم الاثنين.
وقال مسؤول تركي آخر لـ”رويترز” طلب عدم نشر اسمه قبل الاجتماع “كل الاستعدادات كاملة. إنه قرار سياسي الآن”.
بدوره أضاف المسؤول التركي الأول أن “عملية برية تستهدف مناطق منبج وكوباني وتل رفعت كانت حتمية لربط المناطق التي خضعت لسيطرة تركيا وحلفائها السوريين بالتوغلات منذ 2016”.
وأشار إلى أن أنقرة كانت على اتصال بموسكو وواشنطن بشأن أنشطتها العسكرية.
وكان الجيش التركي قد دفع، خلال الساعات الماضية، بتعزيزات عسكرية إلى المناطق الحدودية مع سورية، في الوقت الذي تسود فيه التكهنات بشأن عملية “السيف المخلب” الجوية وما إذا كانت ستتطور إلى هجوم بري على الأرض.
ونشرت صحيفة “صباح” المقربة من الحكومة، اليوم الاثنين، صوراً وتسجيلات مصورة أظهرت عربات عسكرية ودبابات في طريقها إلى بـ”النقطة صفر على الحدود”.
كما بدأت القوات التركية شحن “شحنات عسكرية” أخرى إلى مناطق في شمال سورية، وفق الصحيفة، في محيط “جيب تل رفعت”.
وتحدثت نقلاً عن مصادر ومقاتلين في “الجيش الوطني السوري” أن هدف العملية العسكرية المحتملة التي هدد بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان سيكون “القرى الواقعة على خط جبهة منطقة الشهباء”.
وأضافت الصحيفة: “سينتهي وجود حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب في شمال حلب بعد إخلاء منطقة الشهباء من التنظيم الإرهابي”، في إشارة منها إلى منطقة تل رفعت، والقرى التابعة لها.
وحتى الآن لا توجد مؤشرات عن توقيت العملية العسكرية التي هدد بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان خلال الأيام الماضية، أو المناطق التي ستستهدفها، على الرغم من التركيز الكبير على منطقة تل رفعت.
من جانبه كان موقع “ميدل إيست آي” قد نقل عن مصدرين مطلعين قولهما إن “المسؤولين الأتراك والروس يتفاوضون بشأن عملية عسكرية تركية صغيرة الحجم لإخراج المقاتلين الأكراد السوريين من غرب نهر الفرات في الأسابيع المقبلة”.
وأضاف المصدران المطلعان على المفاوضات أن “تل رفعت قد تكون من بين المواقع المستهدفة في هجوم قادم”.