شهدت محافظة درعا في الأسابيع الماضية عدة تطورات، كان لإحداها أثراً سلبياً على القيادي السابق في المعارضة “أحمد العودة”، والتشكيل الذي يقوده المعروف بـ”اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس”.
وحسب ما قالت مصادر مطلعة من درعا في تصريحات لـ”السورية.نت” فإن التطور الذي أثّر سلباً على “العودة” هو الأحداث الأخيرة التي شهدتها بلدة “الكرك الشرقي” الواقعة في ريف درعا الشرقي، والتي كانت على أبواب عملية اقتحام من جانب قوات الأسد، بعد مقتل ضابطين على حاجز في مدخلها.
وفي التفاصيل أضافت المصادر أن العودة وفي أثناء تجهيز قوات الأسد لاقتحام الكرك الشرقي تلقى “تعليمات” من الطرف الروسي من أجل البقاء على الحياد، والالتزام بكافة القرارات التي تتخذها قوات الأسد.
ووصفت المصادر التعليمات بأنها “خطوط حمراء” وضعت للعودة من قبل الروس، من أجل عدم التدخل في أية مناطق تريد قوات الأسد اقتحامها.
وأشارت المصادر المطلعة على الأحداث الأخيرة إلى أن “العودة تحول في أثناء أحداث الكرك الشرقي إلى طرف مراقب وأقل من ذلك، وهو أمر انعكس على تحركاته في الأيام الماضية، في ظل حديث يدور عن تمهيد الروس لحل اللواء الثامن الذي يقوده في المرحلة المقبلة”.
“ولم يعد للعودة أي دور في الجنوب السوري في الوقت الحالي”، حسب المصادر التي توقعت أن يكون إنهاء ملف التشكيل الذي يقوده من جانب روسيا قبل منتصف العام المقبل.
وكانت قوات الأسد قد حاصرت “الكرك الشرقي” في الريف الشرقي لدرعا، في تشرين الثاني الماضي، في خطوة للضغط على أبناء المنطقة، من أجل تسليم مطلوبين وأسلحة خفيفة ومتوسطة.
وجاءت المحاصرة بعد مقتل ضابطين وإصابة عناصر على حاجز “المخابرات الجوية” الواقع في مدخلها، على يد مسلحين لم تحدد الجهة التي يتبعون لها.
وتمكنت قوات الأسد وحليفها الروسي من السيطرة على محافظتي درعا والقنيطرة، في تموز عام 2018، بموجب اتفاق “تسوية”، بعد أيام من قصف بشتى أنواع الأسلحة وتعزيزات عسكرية.
ومنذ توقيع “التسوية” في عام 2018 وحتى الآن لم تهدأ محافظة درعا، ولم تشهد أي استقرار، بل على العكس لم يخل مشهدها من عمليات اقتحامٍ ومداهمات من قوات الأسد بين الفترة والأخرى.
وبعد أكثر من عامين من “التسوية” السابقة” تدخل محافظة درعا اليوم في تسوية جديدة بين “اللجنة المركزية” والأفرع الأمنية في النظام السوري، وتشمل ثلاث فئات هم: المنشقون، المتخلفون عن الخدمة الإلزامية، بالإضافة إلى المطلوبين لعدة قضايا، بينها جنائية.
من هو أحمد العودة؟
ويعتبر “العودة” من أبرز القادة السابقين في “الجيش الحر” في الجنوب السوري، وكان قد دخل في اتفاق “التسوية”، عام 2018، والذي أتاح له البقاء في مدينته بصرى الشام.
وتعتبر بصرى الشام الواقعة في الريف الشرقي لدرعا المعقل الأبرز الذي ينشط فيه العودة مع القوات العسكرية التي بقيت تحت سلطته، والمعروفة بـ”اللواء الثامن”، وهو التشكيل الذي تلقى دعماً من روسياً على مدار العامين الماضيين، كونه ضمن ملاك “الفيلق الخامس”.
وكان “العودة” قد أعلن، في 23 من حزيران الماضي، عن نيته تشكيل جيش واحد لمنطقة حوران بدرعا.
وتزامن كلامه في ذلك الوقت مع ما شهدته مدينته بصرى الشام من أجواء عزاء، نتيجة مقتل عشرة عناصر تابعين لـ”الفيلق الخامس”، جراء استهداف مجهول لحافلة مبيت تضم 40 عنصراً، كانت تنقلهم من اللاذقية إلى درعا لتبديل نوباتهم.