“معارضون” سوريون يثيرون جدلاً باجتماع “خاطف” في موسكو.. لماذا الآن؟
أثارت زيارة لـ”معارضين” سوريين إلى العاصمة الروسية موسكو جدلاً واسعاً، في الساعات الماضية، كونها تزامنت مع خلافات داخلية عصفت بـ”هيئة التفاوض السورية”، في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى جنيف، حيث من المقرر أن تعقد خامس جولات اللجنة الدستورية، أواخر كانون الثاني الحالي.
الزيارة التي كان على رأسها كل من: قدري جميل رئيس “منصة موسكو” وأمين سره مهند دليقان إلى جانب المعارض السوري، جمال سليمان وخالد المحاميد العضو المفصول من “هيئة التفاوض السورية” كانت أمس الخميس، والتقوا فيها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونائبه، ميخائيل بوغدانوف.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية (تاس)، اليوم الجمعة، أن لافروف استقبل وفداً من المعارضين السوريين “البارزين”، الذين يمثلون منصات “موسكو” و”القاهرة”.
وأضافت الوكالة نقلاً عن بيان للخارجية الروسية أن “الاجتماع مع الوفد المشترك يهدف إلى تشجيع الحوار بين السوريين من أجل تعزيز التسوية السياسية في سورية، على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
كما جاء الاجتماع من أجل “تسهيل مشاركة جميع القوى السياسية السورية في الجهود البناءة لإعادة إعمار البلاد بعد الصراع”.
على أنقاض الخلافات
الجدل الذي أثاره الاجتماع في موسكو جاء من كونه تزامن مع خلافات خرجت على العلن، في اليومين الماضيين من داخل البيت الداخلي لـ”هيئة التفاوض”.
ودفعت الخلافات التي ماتزال مستمرة حتى الآن، إلى إرسال “الخارجية السعودية” مذكرة لأمانة سر “الهيئة” أعلنت فيها تعليق عمل موظفي الهيئة مع نهاية الشهر الجاري (يناير 2021)، وذلك لـ”حين استئناف الهيئة أعمالها”.
وأرفقت وزارة الخارجية السعودية بياناً آخراً حول مذكرة تلقتها من بعض مكونات “هيئة التفاوض” وهي (هيئة التنسيق، منصة موسكو، منصة القاهرة) وتتضمن رفض المكونات السابقة للقرارات الصادرة عن الاجتماعات “غير الشرعية” للهيئة.
وطلبت الوزارة من الهيئة توضيحاً حول المذكرة السابقة “والإطلاع وإبداء المرئيات حيال قرار المكونات المُشار إليها”.
في وقت “حساس”
ويأتي ما سبق، سواء الخلافات داخل “هيئة التفاوض” أو زيارة “المعارضين” إلى موسكو في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى خامس جولات اللجنة الدستورية السورية، والتي من المفترض أن تناقش “المبادئ الدستورية”، وهي أولى بذور كتابة الدستور الجديد للبلاد.
الصحفي المهتم بالشأن الروسي، سامر الياس علّق على زيارة “المعارضين” إلى موسكو، وقال عبر منشور له في “فيس بوك” إن “لجوء منصتي القاهرة وموسكو لروسيا وغير بيدرسون ليس لإزاحة الأسد، ولكن لزيادة قوة موسكو والسعودية”.
في المقابل تحدث الصحفي المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد عن اللقاء بين المعارضين ولافروف، وقال عبر “فيس بوك”، اليوم: “اللقاء مع لافروف اليوم هو لقاء لا يمثل المعارضة، إذ انسحب جمال سليمان كما أذيع من منصة القاهرة، ومهند دليقان يتبع لقدري جميل”.
وأضاف عبد الواحد: “هدف اللقاء الطلب من لافروف لعب دور الحكم في موضوع إقالة دليقان من هيئة التفاوض”، معتبراً: “قريباً قد نرى موسكو التي تسهم في تشكيل وفد النظام تقوم نفسها بتشكيل وفد المعارضة للتفاوض برضى بل وبطلب ممن يزعمون أنهم معارضة”.
وإلى جانب الياس وعبد الواحد كان هناك آراء لسوريين أيضاً، فسروا الزيارة إلى موسكو بأنها تأتي لزيادة التدخل الروسي في الملف السياسي لسورية، وذلك من أجل تعزيز الشرخ الموجود بين تكتلات المعارضة.
وكانت منصتا القاهرة وموسكو قد أرسلتا إلى جانب “هيئة التنسيق الوطني”، مذكرة اعتراض إلى المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، وإلى وزير الخارجية الروسي ونظيره السعودي، وذلك منتصف يناير/ كانون الثاني الجاري.
وطالبت المذكرة برفض قرار رئيس “هيئة التفاوض”، أنس العبدة، استبعاد قاسم الخطيب (عضو منصة القاهرة) من أعمال اللجنة، ودعت للتحرك السريع للحفاظ على وحدة اللجنة الدستورية باعتبارها المسار السياسي الوحيد الفعّال حول الملف السوري.
وتسود مخاوف من أن تؤدي تلك الخلافات إلى شرخ أكبر في صفوف المعارضة السورية، وإثبات رواية نظام الأسد الذي يروج لانقسامات داخل المعارضة وتعطيلها للعملية السياسية، خاصة في ظل انعقاد اللجنة الدستورية في جنيف.