مفاوضات مستمرة وصمت رسمي.. ما استراتيجية روسيا في درعا البلد؟
"المماطلة وكسب الوقت".. استراتيجية نظام الأسد وروسيا في درعا
تستمر المفاوضات بين أهالي درعا البلد من جهة وبين نظام الأسد وروسيا من جهة ثانية، للأسبوع الثاني على التوالي، دون التوصل إلى اتفاق نهي ملف المنطقة، وسط مماطلة من قبل النظام لكسب الوقت، حسب ما قال محللون لـ”السورية. نت”.
وتشهد مدينة درعا حصاراً من قبل حواجز النظام المنتشرة على أطراف المدينة، ما خلق أزمة في توفر المواد الغذائية وانقطاع مادة الطحين، حسب ما نشرت شبكة “نبأ” المحلية.
نساء يلجأن إلى صناعة الخبز في منازلهن بعد توقف الفرن الوحيد في درعا البلد عن العمل بسبب اقطاع مادة الطحين عنه في ظل استمرار الحصار المفروض من النظام والميليشيات الأجنبية على أحياء عدة في المدينة.#درعا_تحت_القصف #درعا #درعا_البلد pic.twitter.com/6Im39i7oWc
— نبأ (@NabaaFoundation) August 10, 2021
وقال الإعلامي، عمر الحريري، عبر حسابه في “تويتر” إن “ميليشيات النظام المكونة من الفرقة الرابعة والتاسعة وغيرها ما زالت تتمركز في محيط درعا البلد، وتشدد الحصار كل يوم، مما يزيد من سوء الوضع الإنساني في المنطقة، وسط مماطلة مستمرة يوميا من الروس في المفاوضات مع لجنة درعا”.
مازالت ميليشيات النظام المكونة من الفرقة الرابعة والتاسعة وغيرها تتمركز في محيط #درعا_البلد وتشدد الحصار كل يوم مما يزيد من سوء الوضع الإنساني في المنطقة ، وسط مماطلة مستمرة يوميا من الروس في المفاوضات مع لجنة درعا البلد #درعا_بلا_خبز #درعا_تحت_القصف pic.twitter.com/pfAU3AGYuk
— Omar Alhariri (@omar_alharir) August 9, 2021
كما تشهد المدينة اشتباكات متقطعة بين قوات الأسد وبين مقاتلي داخل أحياء درعا، تزامناً مع مفاوضات مستمرة للتوصل إلى اتفاق ينزع فتيل التوتر الذي افتعله النظام لفرض صيغة “تسوية” جديدة في المنطقة.
وحسب “تجمع أحرار حوران”، اليوم الثلاثاء، فإن “قصفا بقذائف الدبابات يستهدف حي الأربعين بدرعا البلد من ميليشيات الفرقة الرابعة، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة تشهدها المنطقة”.
وفي ظل ما يجري في المنطقة، تدور تساؤلات حول أسباب المماطلة من قبل قوات الأسد في المفاوضات، وعدم شن هجوم عسكري على المدينة، على الرغم من أن ميزان القوى العسكرية يصب لصالحه.
وقال الباحث السياسي، أحمد أبازيد، إن “هناك فارق قوى كبير لصالح النظام عسكرياً، لكن الذي يمنع النظام من الهجوم هو الضغط الروسي، كون موسكو تفضل سيطرة النظام على درعا البلد دون حملة عسكرية”.
وأضاف أبازيد لـ”السورية. نت” أن الروس يطمحون إلى توسيع النظام سيطرته العسكرية على محافظة درعا، لكن دون حملة عسكرية، “لذلك أصبحوا وسيطاً في المفاوضات، ولو أراد الروس أن ينهي النظام حملته في درعا لسحب قواته، لكنهم يريدون أن يتم حسم الأمر، وأن يكون هناك نفوذ للنظام في الجنوب دون حملة عسكرية”.
في حين قال الإعلامي الذي ينحدر من درعا، عمر الحريري، إن ميزان القوة لصالح النظام وروسيا منذ عدة سنوات، وكثير من المناطق التي كانت تمتلك فيها المعارضة إمكانيات عسكرية أكبر قبل 2018، لم تتمكن من المواجهة العسكرية مع النظام، مضيفاً أنه “عملياً ومنطقياً فالخيار العسكري والمواجهة المباشرة هي لصالح النظام وروسيا حتماً”.
وحول الأسباب التي تمنع قوات الأسد من الهجوم على درعا البلد، اعتبر الحريري، في حديثه لـ”السورية. نت”، أن “الروس والنظام يخشون من المواجهة غير المباشرة، وأن يشعل اقتحامهم لدرعا البلد، حرب عصابات ضدهم في كل حوران، وظهر الأمر واضحاً الأسبوع الماضي”.
وأشار إلى أن “حرب الهجمات المفاجأة على الحواجز وبمناطق واسعة وعديدة، قد أظهرت هشاشة النظام داخلياً ضد هكذا نوع من المواجهات، وكذلك يجب ألا ننسى تكاتف أبناء درعا وعشائرهم والاستجابة الإعلامية والدولية الواسعة للتغطية الإعلامية والحقوقية”.
وأضاف أن ما يجري في درعا “أظهر كذب ادعاءات روسيا طوال السنوات الماضية حول وساطتها وحلولها السلمية في سورية، وفكرة المصالحة بحد ذاتها، بل أن روسيا لا تريد حرب واسعة في الجنوب خوفاً من ردود فعل أوسع”.
استراتيجية المماطلة
وتشهد درعا البلد منذ أكثر من أسبوع مفاوضات بين وجهاء “اللجنة المركزية” من جهة، و روسيا والنظام من جهة أخرى، وسط وعود روسية مكررة بإيقاف النظام لحملته العسكرية وفتح الطرقات، لكن ذلك لم يتم حتى الآن.
وتقوم استراتيجية النظام في ملف درعا البلد على “المماطلة لأبعد حد، وهو غير مستعجل في حسم الأمور”، حسب أبازيد، الذي يرى أن “زيادة الضغوط والمماطلة فيها، يمكن للنظام أن يحصل من خلالها على تنازلات أكتر من اللجنة المركزية، إضافة إلى أنه يطمح إلى تفريغ المدينة من سكانها، حتى يكون قادر على تنفيذ أعمال عسكرية أكبر في درعا في حال لجأ إلى الحملة العسكرية”.
أما الحريري، فقد اعتبر أن “ثبات المفاوضين على موقفهم هو المعيار، الوضع حالياً عض أصابع، ولا أستبعد أن يصعد النظام فجأة ويعيد تكرار سيناريو هجوم محدود كما حصل قبل أيام، ثم يعود للمفاوضات”، مؤكداً أن المرحلة الحالية هي “مرحلة ضغط ضد الوقت، من سيتنازل أولاً سيتنازل كثيراً”.
وحول السيناريوهات توقع الحريري “إما مواجهة عسكرية أوسع وخيار التهجير، أو انسحاب النظام عن تصعيده مقابل حواجز محددة وتفتيش مشترك”.