بعد مرور أسبوع على بدء عمليتها الجوية في شمال سورية باتت تركيا تسير باتجاهين، الأول تمضي به ضمن “مفاوضات” مع الجانب الروسي، والثاني يتعلق بأمريكا والتي تحاول “التهدئة” مقابل تبديد المخاوف من جهة أخرى.
ونقل موقع “ميدل إيست آي“، اليوم السبت، عن مصدرين مطلعين قولهما إن “المسؤولين الأتراك والروس يتفاوضون بشأن عملية عسكرية تركية صغيرة الحجم لإخراج المقاتلين الأكراد السوريين من غرب نهر الفرات في الأسابيع المقبلة”.
وأضاف المصدران المطلعان على المفاوضات أن “تل رفعت قد تكون من بين المواقع المستهدفة في هجوم قادم”.
وجاء ذلك بعدما نشر الصحفي المقرب من الحكومة التركية، عبد القادر سيلفي مقالة في صحيفة “حرييت”، يوم الجمعة، كشف فيها عن “عرض” قدمته أمريكا للجانب التركي، من أجل وقف التصعيد، مقابل تبديد المخاوف المتعلقة بالأمن القومي.
وتحدث سيلفي أن العرض يقضي بالتخلي عن فكرة العمل البري شمالي سورية، مقابل انسحاب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مسافة 30 كيلومتراً من الحدود السورية التركية.
وبحسب الصحيفة، قدم السفير الأميركي في أنقرة جيف فليك العرض في اجتماع مع وزير الدفاع خلوصي أكار، قبل أيام.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد أكد، أمس هدفه إقامة “حزام أمني من الغرب إلى الشرق” على طول الحدود الجنوبية لبلده.
وستشمل هذه المنطقة بحكم الأمر الواقع مدينة عين العرب (كوباني).
وقال أردوغان في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة: “مع الحزام الأمني الذي ننشئه خارج حدودنا، سندافع عن حقوق الملايين من النساء والأطفال الأبرياء”.
وأضاف “إن شاء الله سننجز هذه (المنطقة) على طول حدودنا بأكملها من الغرب إلى الشرق في أقرب وقت ممكن”.
في وقت سابق من الأسبوع الماضي هدد الرئيس التركي “وحدات حماية الشعب” (YPG) بعملية برية رداً على تفجير اسطنبول، والذي تعتقد أنقرة أنه ارتكب من قبل مشتبه بهم على صلة بـ”الوحدات”.
وأبلغ وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار نظيره الروسي سيرجي شويغو في اتصال هاتفي يوم الخميس أن أنقرة ستواصل الرد على الهجمات التي تستهدف المستوطنات المدنية في تركيا، بحسب البيان التركي.
وتشن أنقرة سلسلة من الهجمات بالطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار في جميع أنحاء شمال سورية ضد أهداف “وحدات حماية الشعب” منذ تفجير إسطنبول.
وأثار ذلك انتقادات أمريكية لقرب الضربات من قواعد التحالف القريبة حيث يتمركز جنود أمريكيون.