ذكرت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الجمعة، أن نازحاً سورياً قتل تحت التعذيب، أثناء التحقيق معه في مديرية أمن الدولة في لبنان.
وقالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية” إن “ضابطاً وعناصر في جهاز أمن الدولة، عذّبوا موقوفاً سورياً أثناء التحقيق معه وضربوه حتى الموت”.
وأضافت أن “المتورطين حاولوا لفلفة الجريمة بالزعم تارة أن الموقوف بشار عبد السعود توفي جراء إصابته بذبحة قلبية بعد تناوله حبّة كبتاغون، وتارة أخرى بسبب تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات”.
وأشارت إلى أن “صراخ الموقوف أثناء تعذيبه وجلده بـنبريش، كان يُسمع في أرجاء سراي تبنين حيث كان يجري التحقيق معه”.
وحسب الصحيفة فإنه”بعد الجريمة، حاول المتورطون التستّر عليها بتسريب معلومات عن إنجاز أمني حققه جهاز أمن الدولة بتوقيفه، في منطقة بنت جبيل هذا الأسبوع، أفراد خلية لتنظيم داعش شاركوا في جرائم قتل في سورية”.
وكان الأمن اللبناني أعلن، قبل أربعة أيام، إيقاف “خليّة تنتمي إلى تنظيم داعش، سبق لها أن قاتلت في سورية، وانتقلت إلى لبنان بطريقة غير شرعيّة”.
وأضافت أن “أفراد الخلية كانوا يقيمون أثناء إيقافهم في إحدى القرى الحدوديّة جنوبي البلاد”.
من جانبه نشر المحامي اللبناني، طارق شندب، صوراً للموقوف السوري، وتظهر أثار الضرب والجلد على جسده.
ووصف شندب، عبر حسابه في “تويتر”، ما جرى بـ”فضيحة أمنية”، وطالب بـ”توقيف كل المشاركين في جريمة الفبركة و القتل تحت التعذيب داعش هي الشماعة”.
كما طالب المحامي اللبناني السلطة القضائية في لبنان بفتح تحقيق “جدي وحقيقي ومحايد” للكشف عن معالم جريمة قتل الموقوف السوري.
صور للموقوف السوري الذي مات تحت التعذيب أثناء التحقيق معه في مديرية أمن الدولة في سراي بنت جبيل.لم يجدوا وسيلة لاخفاء الجريمة سوى التسريب ان المقتول كان ينتمي لداعش . فبركة مفضوحة ، كيف يؤتمن هؤلاء على الأمن وتطبيق العدالة في #لبنان يجب توقيفهم وانزال اشد العقوبات بهم #طارق_شندب pic.twitter.com/lJEa6FCXdw
— د.المحامي طارق شندبTarek Chindeb (@tarekchindeb) September 2, 2022
وأصدرت المديرية العامة لأمن الدولة بيانا حول الحادثة، وقالت إنه “بنتيجة التحقيقات التي أجرتها مع أفراد الخلية، اعترفوا بمعلومات أدت إلى توقيف شريك لهم. وأثناء التحقيق معه، اعترف بأنّه ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي، وأنه كان من عِداد مقاتليه، ويدين بالولاء لهم”.
وقالت المديرية أنها وضعت ما حصل “بيد القضاء المختص والذي كانت تُجرى التحقيقات بإشرافه”.
ويقيم في لبنان نحو مليون سوري، تعتبرهم السلطات هناك “أفراداً نازحين مؤقتاً”، وسيعودون في وقت ما إلى ديارهم أو عليهم المغادرة إلى بلد ثالث.
وكانت منظمة “العفو الدولية” كشفت في تقرير لها بعنوان “كم تمنيت أن أموت”، تعرض لاجئين سوريين للتعذيب خلال اعتقالهم في لبنان.
وقالت المنظمة إن “قوات الأمن اللبنانية عرّضت المئات من الرجال والنساء والأطفال السوريين للاحتجاز التعسفي، والتعذيب، والمحاكمة الجائرة”.
وحسب التقرير، الذي نشر في مارس/ آذار الماضي، فإن أساليب التعذيب تضمنت “ضرباً بالعصي المعدنية، والكبلات الكهربائية، والأنابيب البلاستيكية، وتعليق رأساً على عقب، أو إرغامهم على اتخاذ أوضاع جسدية مُجهدة لفترات مطوّلة من الوقت”.