أعلنت وزارة الخارجية التركية توقيع اتفاقية “الدولة المضيفة” لنقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، التابع للأمم المتحدة من جنيف إلى مدينة إسطنبول.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان لها، اليوم الجمعة، أنه تم الخميس توقيع اتفاقية “الدولة المضيفة” في نيويورك.
وجاء في البيان: “وقعت اليوم (21 يناير) في نيويورك اتفاقية الدولة المضيفة التي تنص على نقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، المسؤول عن العمليات العالمية والتابع لمكتب الأمم المتحدة في جنيف إلى إسطنبول”.
وتابع: “هذا التطور خطوة ملموسة في سياستنا الخارجية الريادية والإنسانية، في إطار سعينا لجعل اسطنبول مركزاً للأمم المتحدة”.
وأشار بيان الخارجية التركية إلى أن “قرار المكتب المذكور الذي يعتبر أحد شركائنا الدوليين الرئيسيين في البعد الإنساني للأزمة السورية وفي تنفيذ سياستنا الخارجية المتعددة الأطراف بشكل عام، تعبير عن ثقة المجتمع الدولي في بلدنا وتأكيد لمكانتنا الريادية في القضايا الإنسانية العالمية”.
من جانبه قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في كلمة له عقب صلاة الجمعة حسب ما نقلت وكالة “الأناضول”: “نتقدم خطوة أخرى نحو هدفنا لجعل إسطنبول مركزاً للمنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة”.
لماذا إسطنبول؟
حسب تعريف الأمم المتحدة فإن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) هو جزء من الأمانة العامة التابعة لها، وهو مسؤول عن جمع الجهات الإنسانية الفاعلة، لضمان استجابة متماسكة لحالات الطوارئ.
ويهدف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى حشد وتنسيق العمل الإنساني الفعال والقائم على مبدأ الشراكة مع جهات وطنية ودولية، من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية في حالات الكوارث والطوارئ.
كما يهدف إلى “الدفاع عن حقوق الناس المحتاجين”، وتعزيز الجاهزية والوقاية، وتسهيل الحلول المستدامة.
وتستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم، حيث يقطن على أراضيها أكثر من 5 ملايين لاجئ من معظم الدول المنكوبة في الشرق الأوسط، والسوريون الجزء الأكبر منها.
وكان “المؤتمر العالمي للإنسانية” قد اختار مدينة إسطنبول عاصمة للإنسانية في عام 2017، وذلك لدورها في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين وضحايا الحروب والكوارث الإنسانية.
ماذا تعني عملية النقل؟
في تصريحات لـ”السورية.نت” يقول المنسّق العام لطاولة الحلول، الطبيب مهدي داوود: “المكتب الذي تم نقله من جنيف إلى إسطنبول سيكون لتنسيق الأعمال الإنسانية للأمم المتحدة والمعروفة بالأوتشا”.
ويوضح داوود: “هناك مكتب للأوتشا في غازي عنتاب التركية وهو مختص بالعمليات الإنسانية داخل سورية، أما مكتب إسطنبول الذي تم نقله من جنيف سيكون خاصاً بالشرق الأوسط وإفريقيا”.
ويشير الطبيب إلى أن الحديث عن نقل المكتب كان قد تردد منذ خمس سنوات، في أثناء القمة الإنسانية التي شهدتها مدينة إسطنبول، وكانت حينها خاصة بالعمليات الإنسانية للأمم المتحدة في سورية.
ويتابع: “السيد مارك نائب السكرتير العام للأمم المتحدة تحدث آنذاك أن أكثر من 50 موظفاً سيتم نقلهم للعمل في مدينة إسطنبول”.
وعن الأهداف والمتغيرات المرتبطة بنقل المكتب من جنيف إلى إسطنبول، أوضح داوود أن “الهدف يأتي من منطلق تفعيل دور الأمم المتحدة بشكل أكبر في العمليات الإنسانية داخل تركيا وفي الشرق الأوسط وإفريقيا”.
ويقول داوود المطلع على الأعمال الإنسانية في الداخل التركي وفي سورية أيضاً: “دور المكاتب في إسطنبول وغازي عنتاب ليس تنفيذياً، بل هو دور وسيط، بمعنى تلقي الدعم وتنفيذ المشاريع”.
وتضم طاولة الحلول التي يشغل داوود منصب منسقها العام أكثر من 40 مؤسسة، كما تضم شخصيات من ناشطين، سواء إعلاميين وأكاديميين مهتمين بالعمل الإنساني، والعمل داخل سورية.
ويرى الطبيب أن خطوة نقل المكتب إلى إسطنبول من شأنها أن تكون أيضاً بمثابة “ضربة للنظام السوري”، والذي كان قد حاول مراراً الضغط من أجل نقل مكتب “أوتشا” في غازي عنتاب إلى العاصمة دمشق.
ويتابع: “نقل المكتب من جنيف إلى إسطنبول سيطيل من عمر مكتب غازي عنتاب، وهو المسؤول عن دعم العمليات والمساعدات الإنسانية داخل سورية”.