هزت جريمة “مروعة” راح ضحيتها شاب سوري في اسطنبول، الجالية السورية في تركيا، بعد تعرضه لطعنات بسلاح أبيض على يد شبانٍ يُرجح أن معظمهم أتراك وأفغان، اقتحموا شقته ليلاً.
ورغم أن نتائج التحقيقات بالحادثة لم تُكشف بعد، ولم يُعرف حتى الآن ما إذا كانت الجريمة بدوافع عنصرية أم لا، فإن الحادثة التي وقعت مساء أمس الاثنين، أثارت ردود فعلٍ غاضبة بين سوريين وأتراك، بعد تكرر الهجمات التي تستهدف سوريين في تركيا، خاصة أن جريمة القتل أتت بعد يوم واحد من هجوم مجموعة شبانٍ أتراك، على محال تجارية يملكها سوريون في منطقة أسنيورت بمدينة اسطنبول.
وفي تفاصيل جريمة مقتل الشاب السوري، قال أصدقائه الذين يقيمون معه في نفس المنزل الذي قُتل فيه، خلال مقابلة تلفزيونية، إن ثمانية شبانٍ (6 أتراك و2 يرجح أنهم أفغان) اقتحموا المنزل ليلاً، وزعموا أنهم من الشرطة، حيث دخلوا الغرفة التي كان يسكنها الضحية مع صديقه، حيث طعنوه في صدره، ولم تفلح محاولات إسعافه.
وأكد الحقوقي السوري طه الغزي الرواية، وقال إنه و”في الساعة 2 ليلاً اقتحمت مجموعة من الشباب الملثمين السكن ( كانوا مسلحين ) و قاموا بتكسير بعض مرافق السكن و تكسير كميرات المراقبة ، دخلت المجموعة إلى غرفة نايف و الذي كان حينها نائماً، قام أحد أفراد المجموعة بطعن نايف في صدره، أُسعف نايف إلى مستشفى Bayrampaşa الحكومي و لكن لم تجدي الإسعافات الطبية في إنقاذ حياته “.
وأضاف:” لم تكن هناك أية خلافات أو نزاعات سابقة بين الضحية و بين أي مواطن تركي في الحي أو في المنطقة، كذلك الأمر بالنسبة لزملائه في السكن” .
وفي وقت لاحق، نفل موقع تلفزيون سوريا عن مصادر لم يسمها، إن قاتل الشاب السوري، أفغاني الجنسية، واسمه عبد القهار نادري(26 عاماً)، اقتحم مع سبعة آخرين، أربعة أتراك وثلاثة أفغان، شقة الشاب السوري نايف حيث طعنوه قبل أن يخرجوا من المكان.
وينحدر الشاب السوري من قرية كفر عميم التابعة لمدينة سراقب في إدلب، ومن المقرر أن ينقل جثمانه إلى سورية ليدفن فيها بعد انتهاء الإجراءات.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من مديرية أمن اسطنبول حول الحادثة، حتى لحظة إعداد التقرير.
إلا أن وسائل إعلام تركية تداولت الحادثة، وذكر موقع “evrensel” أن مجموعة ملثمة هاجمت منزلاً يقيم فيه شباب سوريون في اسطنبول، حيث حطموا الكاميرات عند مدخل الشقة ودخلوا وبأيديهم العصي والسكاكين، ثم طعنوا الشاب نايف محمد النايف حين كان نائماً في غرفته.
ودخل القتلة الشقة، مدعين أنهم من رجال الأمن التركي وكانوا يحملون أجهزة راديو تابعة للشرطة، بحسب الموقع، مشيراً إلى أنه تم القبض على 5 أشخاص منهم.
وأضاف الموقع أنه لدى سؤال الجيران عن الشاب السوري الذي وصل حديثاً لتركيا، قالوا إنه كان “شاباً طيباً”.
ونشر ناشطون مقطعاً مصوراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لموقع الحادثة، تظهر تلطخ سرير الضحية بالدماء وتعرض الممتلكات داخل الشقة للتخريب.
والمغدور من أهالي قرية كفر عميم التابعة لمدينة سراقب في إدلب، وسيوارى الثرى في قريته بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية المتعلقة بالمستشفى وبالمنافذ الحدودية.
وهذا مقطع مرئي لمكان الواقعة.(منقول عن طه الغازي) pic.twitter.com/9blW6XglIq
— عهد الصليبي – AHED ⚪ (@Ahed_Slebi) January 11, 2022
وكانت محال تجارية تعود ملكيتها لسوريين في حي إسنيورت باسطنبول، تعرضت مساء الأحد الماضي، لعمليات تخريب وتكسير من قبل مجموعة شبان أتراك، قالت السلطات إن قسماً كبيراً منهم تحت سن الـ18.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التركية، إسماعيل تشاتاكلي، فجر أمس الاثنين، إن الاعتداء جاء بعد مشاحنة بين شاب فلسطيني وشبان أتراك، بعد رفض الأول إعطائهم “سيجارة”.
السوريون في إسطنبول..بيانان يفصّلان “حادثة إسنيورت” وآخر تطوراتها
ومنذ مطلع 2021 يتصدر ملف اللاجئين السوريين في تركيا حديث أحزاب المعارضة، التي اتجهت للضغط من خلاله على الحكومة، مطالبة بإرجاعهم إلى البلاد، وتقييد أعمالهم التجارية التي نمت على نحو ملحوظ، بحسب ما تظهره البيانات الرسمية.