من دوما.. الأسد يدلي بصوته ويهاجم الغرب ويتحدث عن الطائفية
تداول الإعلام الرسمي التابع للنظام، جولة رئيسه بشار الأسد، في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، اليوم الأربعاء، والتي زارها لـ “الإدلاء بصوته” في “الانتخابات الرئاسية”.
وبحسب ما ذكرت وكالة “سانا” فإن الأسد زار مركز الاقتراع في مجلس مدينة دوما بريف دمشق، برفقة زوجته أسماء، حيث أدليا بصوتهما في “الانتخابات” التي يجريها النظام في ظل رفض دولي للاعتراف بشرعيتها.
وفي تصريحات للصحفيين، هاجم الأسد الدول الغربية من مركز الاقتراع في دوما، معتبراً أن الرفض الدولي لـ”الإنتخابات” ونتائجها “لا قيمة له”، بقوله: “قيمة آرائكم هي صفر”.
واعتبر أن المشاركة من قبل السوريين كانت كافية للرد على التصريحات الغربية، حسب تعبيره، مضيفاً أن “هذا الاستحقاق وهذا الرد الشعبي الذي نراه هو تأكيد على أن المواطن السوري حر. قرار المواطن السوري بيد ذلك المواطن، بيد الشعب، ليس بيد أية جهة أخرى”.
تصريحات الأسد جاءت رداً على بيان أصدره وزراء خارجية دول كبرى، أمس الثلاثاء، وهي: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، جاء فيه أن: “الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 26 مايو/ أيار في سورية، ليست انتخابات حرة ولا نزيهة”.
وقالت الدول الخمس:”نحن نشجب قرار نظام الأسد إجراء انتخابات خارج الإطار الذي وصفه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254″.
لماذا دوما؟
أثيرت تساؤلات عدة حول دلالات ودوافع الأسد وراء اختيار مدينة دوما في الغوطة الشرقية للإدلاء بصوته في الانتخابات، خاصة أن هذه المدينة تعرضت للحصار والقصف والتهجير على يد قواته حين كانت خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
إلا أن الرمزية الأكبر للمدينة هي في كونها كبرى مدن الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات خارج سيطرته، و تعرضت لهجومين كيماويين من قبل قوات النظام، الأول عام 2013، حيث أجبر المجتمع الدولي النظام حينها على تسليم مخزونه الكيماوي والانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وسط تشكيك دولي بالتزام النظام بالمعاهدة.
والهجوم الثاني وقع فجر 7 أبريل/ نيسان 2018، حين شهدت مدينة دوما هجوماً كيماوياً أدى إلى مقتل 41 مدنياً، بينهم 12 طفلاً و15 امرأة، وقرابة 550 مصاباً بحالات اختناق، بحسب أرقام “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، وذلك خلال الحملة العسكرية التي كان يشنها النظام على المنطقة للسيطرة عليها من فصائل المعارضة.
وعقب الحملة العسكرية العنيفة على الغوطة الشرقية عام 2018، شهدت المدينة تهجيراً قسرياً لأهلها، بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين الجانب الروسي وفصائل المعارضة، يقضي بتسليم المدينة لقوات الأسد مقابل السماح للمقاتلين وذويهم والمدنيين الراغبين بالخروج إلى الشمال السوري.
وحاول رئيس النظام خلال زيارته للمدينة اليوم، إبعاد أي صفة طائفية عن الحملة التي شنها على الغوطة الشرقية سابقاً، والتظاهر بأن ما حل للمدينة هو من تبعات “الإرهابيين”، مصرحاً للصحفيين اليوم أن: “زيارة دوما والانتخاب فيها تأكيد على أن سورية ليست منطقة ضد منطقة أو طائفة ضد طائفة”، حسب قوله.
وزعم أن “الإرهابيين حاولوا خلال احتلال دوما تشويه صورتها لكن معظم أهلها كانوا يتواصلون مع الدولة”.
ويُتهم نظام الأسد بالمسؤولية عن معظم الهجمات الكيماوية في سورية، بما فيها دوما، إلا أن النظام ينكر ذلك بقوله إنه سلّم مخزونه الكيماوي بعد قرار مجلس الأمن الدولي 2118 والذي جاء بعد شهر واحد من الهجوم الكيماوي الذي تعرضت له الغوطة الشرقية وراح ضحيته مئات القتلى من المدنيين.