منظمات غير حكومية: ملف المساعدات في سورية “مرتهن سياسياً”
قال بيان لـ”تحالف المنظمات السورية غير الحكومية” إن إيصال المساعدات الإنسانية إلى منطقة شمالي غربي سورية، “مرتهن بتجاذبات سياسية دولية”.
وجاء البيان، على خلفية قرار “مجلس الأمن الدولي” بتمديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمالي غربي سورية عبر “باب الهوى”، لمدة 6 أشهر فقط، بعد عرقلة روسيا لقرار “غربي” يقضي بالتمديد سنة كاملة.
وأضاف البيان أن “المنظمات السورية المحلية تتطلع إلى عدم ارتهان هذه المساعدات لقرار سياسي، وتعمل على ألا تحتاج العمليات الإغاثية التي تقوم بها والتي تعتبر شريان الحياة لملايين الأشخاص في الداخل السوري معظمهم من النساء والأطفال إلى قرار أممي”.
وزاد: “إنّ فشل تمرير القرار لسنة إضافية على الأقل وجعل قرار التدخل الإنساني الذي يعمل على تأمين احتياجات إنسانية أساسية من ماء وغذاء وخدمات طبية ومأوى مرتهن بتجاذبات سياسية”.
وهذه التجاذبات “يكون أحد أطراف الصراع طرفاً فيها هو أمر خطير جداً، ويحتاج إلى إعادة نظر حقيقية في آليات اتخاذ القرارات في الأمم المتحدة، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بسياق استجابة إنسانية”، حسب البيان.
وأوضح أنّ “تقليص الإطار الزمني إلى ستة أشهر سيسبب آثاراً ضارة كبيرة على الاستجابة الإنسانية شمالي غربي سورية، الأمر الذي سيؤدي إلى خلل واضطراب في عمليات الاستجابة التي يتمّ تنفيذها، وازدياد الضغط على المنظمات وازدياد المخاطر على العمال الإنسانيين.
وارتفعت أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية، بحسب المنظمات غير الحكومية، من 3.4 مليون نسمة في عام 2021 إلى 4.1 مليون في عام 2022 في منطقة شمالي غربي سورية.
ولفتت المنظمات إلى موقف بعض الدول الداعمة لأحد أطراف الصراع من ملف المساعدات الإنسانية، في إشارة إلى الموقف الروسي.
وقالت إن تصريحات هذه الدول تصب في “مصلحة الحكومة السورية، متناسين الشعب السوري الذي هو محور وقلب وهدف هكذا قرارات”.
وطالب البيان في ختامه المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بضرورة عزل قرار الاستجابة الإنسانية في سورية عن التجاذبات السياسية.
إضافة إلى “الدفع باتجاه استمرار وصول المساعدات الإنسانية في سورية، بغض النظر عن التجاذبات السياسية الدولية، وتعزيز دعم برامج الاستجابة التي تقوم بها المنظمات المحلية، لضمان تمكنها من الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية”.
وجاء قرار “مجلس الأمن” بتمديد 6 أشهر “مخيباً للآمال” أمام الحاجة الإنسانية في المنطقة، وفقاً لمنظمات وبعثات دولية ومحلية.
وقالت البعثة البريطانية في مجلس الأمن عبر “تويتر”، إن التصويت على تمديد إيصال المساعدات سيبقى مفتوحاً، لكن “الغموض سيخيم على السوريين المحتاجين مع حلول فصل الشتاء المقبل”.
وأضافت في وقتٍ سابق، أن “الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية أخبرتنا مراراً وتكراراً أن التجديد لمدة 12 شهراً كان ضرورياً، إلا أن روسيا منعت ذلك يوم الجمعة الماضي”.
بدورها اعتبرت “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز)، في بيان سابق، أن الآلية الحالية لإعادة التفويض كل ستة أشهر يمثل “وضعاً مستحيلاً” بالنسبة لمقدمي المساعدات، ويعرض أكثر من 4 ملايين سوري بحاجة لمساعدات أساسية في شمال غرب سورية للخطر.
وأضافت أنه خلال الأشهر الـ 12 الماضية ازدادت الاحتياجات الأساسية في شمال غربي سورية، حيث ارتفع عدد المدنيين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية إلى 4.1 مليون، في حين ظل معدل التطعيم الإجمالي ضد COVID-19 أقل من 5%.