عاد تنظيم “الدولة الإسلامية”، لشن هجماتٍ في مناطق “قسد” في ديرالزور، عبر عمليات تفجير واستهداف مباشر، لعربات عسكرية في المنطقة.
وقالت شبكة “فرات بوست”، اليوم السبت، إن مجهولين يرجح أنهم تابعين لـ”تنظيم الدولة”، قاموا باستهداف عربة عسكرية تابعة “لقسد” من نوع (همر) أمريكية، بقذيفة صاروخية بالقرب من مدرسة “موح مدينة الشحيل”، ما أدى لاعطابها وفرار عناصر قسد من المنطقة.
وأكدت شبكة “الشرقية 24″، إصابة عنصرين من “قسد” إثر إستهداف سيارة عسكرية بقذيفة “آر بي جي” من قبل مجهولين في بلدة الشحيل شرق ديرالزور.
وسبق حادثة استهداف السيارة التابعة لـ”قسد”، قيام مجهولين يرجح أنهم تابعين للتنظيم، يوم الجمعة، بتفجير مدرسة “قويدر” بالقرب من مسجد الشلوف في قرية الحوايج الملاصقة لمدينة الشحيل، وفق شبكة “فرات بوست”.
وأشارت الشبكة إلى أن حادثة تفجير المدرسة، جاءت عقب زيارة وفد عسكري تابع لـ”قسد” إليها، بهدف اتخاذها مقراً عسكرياً، مشيرةً إلى أن المدرسة كانت سجناً للأمنيين ومستودع سماد و حبوب إبان سيطرة “تنظيم الدولة” على المنطقة.
ومنذ خسارة “تنظيم الدولة”، في مارس/آذار 2019، آخر معاقله في الباغوز شرقي ديرالزور، عقب معارك مع “قسد”، ما يزال عدد من قيادات التنظيم متوارين عن الأنظار، حيث يعتمد التنظيم على بعض القادة، في إدارة هيكليته من جديد، رغم مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي، في عملية أمريكية خاصة، استهدفت منزله في بلدة باريشا بإدلب في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وتتحرك خلايا “تنظيم الدولة” في بعض المواقع في البادية السورية، وتستهدف أرتال ومواقع قوات الأسد هناك، وسط مخاوف من لملمة قواه لتأمين بقائه، عبر إعادة هيكليته التنظيمية، معتمداً على الكمائن والهجمات المباغتة على طرق إمداد قوات الأسد إلى ديرالزور وحمص.
وتُشير بعض المعطيات، إلى امتلاك التنظيم مقومات البقاء لخلاياه في دير الزور وبادية حمص، عبر شبكات تهريب يُديرها، وتؤمن له احتياجاته الأساسية من الطعام والدواء، فضلاً عن تخزينه لكميات من السلاح الثقيل.
تصفية قيادي كبير
وكانت قوات التحالف الدولي، بمشاركة عناصر من “قسد”، تمكنت من قتل أبو ورد العراقي، أحد قيادات “تنظيم الدولة” والمسؤول عن تمويل الخلايا في المنطقة.
وأوضحت مطلع الشهر الجاري، شبكة “ديرالزور 24″، أن “العراقي” كان يشغل منصب أمير في (ديوان الركاز)، عندما كان التنظيم يسيطر على مساحات شاسعة من سورية والعراق، وكانت تربطه علاقة وثيقة بزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وسُجن أواخر عام 2017، نتيجة خلاف بينه وبين أمنيين في ديرالزور، ليتدخل البغدادي شخصياً ويقوم بإخراجه، ويتسلم على إثرها “إمارة البادية”.
وتنتشر خلايا “تنظيم الدولة”، في منطقة البادية السورية المترامية الأطراف، والممتدة من ريف حمص الشرقي حتى الحدود مع العراق، حيث تتصل بالصحراء الغربية العراقية، وتتخذ تلك الصحراء أماكن للاختباء، منذ أن طُرِدَ التنظيم من مناطق ديرالزور والميادين والبوكمال في أواخر عام 2017، بعد أن سيطرت قوات الأسد على مناطق غرب الفرات، والتي تسمى بالشامية.
وتسمح تضاريس الصحراء لخلايا التنظيم بالتخفي، لوجود جبال ووديان وكهوف، هذا فضلاً عن استفادة خلايا التنظيم من العواصف الترابية، التي تحجب الرؤية الجوية وتزيل آثار تحركات سيارات التنظيم رباعية الدفع، و التي تُستخدم للتنقل ونصب الكمائن ضد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، لا سيما على الطريق الدولي الواصل بين دمشق – تدمر – ديرالزور.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، قبل ثلاثة أسابيع، إعادة تفعيل وتكثيف عملياتها العسكرية ضد الإرهاب في سورية، بعد توقف مؤقت.
وقال قائد القيادة المركزية الجنرال، كينيث ماكنزي، إن عمليات مكافحة الإرهاب في سورية، عادت وتيرتها إلى وضعها السابق، مشيراً إلى أن قواته تجري عمليات مشتركة مع قسد باستمرار، وفق ما قالت صحيفة واشنطن بوست.
وأضاف ماكنزي أن القوات الأمريكية تجري في الفترة الراهنة، من ثلاث إلى أربع عمليات مشتركة مع “قسد” كل أسبوع ضد عناصر “تنظيم الدولة”.