تواصل الطائرات التركية قصف مواقع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال وشرق سورية لليوم السادس على التوالي، وبينما تشير تصريحات المسؤولين الأتراك إلى أن عملية “المخلب السيف” لم تنته بعد، تسود تكهنات بشأن احتمالية شن هجوم بري على الأرض.
وتقول وزارة الدفاع التركية إن طائرات مسيرة وحربية تشارك في العملية الجوية، وعلى مدى الأيام الستة الماضية تم “تحييد المئات من الإرهابيين”، في إشارة لـ”قسد” و”وحدات حماية الشعب”، التي تعتبرها أنقرة امتداداً سورياً لـ”حزب العمال الكردستاني”.
لكن في المقابل ترى “قسد”، التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، أن العملية الجوية “ستدمر شمال سورية”، و”تعطّل القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية”، فيما ناشد قائدها مظلوم عبدي، أمس، واشنطن للتدخل من أجل وقف التصعيد.
ولا يوجد حتى الآن مسار زمني للعملية الجوية التركية، التي اعتبرها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أنها لا تشكّل “سوى البداية”.
لكن وفي تقرير لها نشر، اليوم الجمعة، أشارت صحيفة “صباح” المقربة من الحكومة إلى أن تركيا تستهدف من العملية الحالية “وما بعدها” تطبيق سيناريو شبيه بنسخة عمليات “المخلب” التي انطلقت في شمال العراق، قبل 3 سنوات، وما تزال مستمرة حتى الآن.
ماذا حصل في العراق؟
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية أطلقت “الدفاع التركية” عمليات متتالية في شمال العراق حملت أسماء مختلفة مع إضافة كلمة “المخلب” لها (المخلب النمر، المخلب القفل..).
وكان تنفيذ هذه العمليات ضد “حزب العمال الكردستاني” تارة من خلال الضربات الجوية فقط، وتارة أخرى مع دخول القوات الخاصة وفرق الكوماندوز على الأرض.
وتقول الصحيفة: “في عمليات المخلب شمالي العراق تم إنشاء منطقة آمنة على عمق 40 كيلومتراً”. “وهكذا، تم رسم الحدود التركية العراقية، التي بدأت من أعلى الجبال، من أجل منع أنشطة التنظيم الإرهابي”.
وتضيف: “خلال العمليات الماضية تم تنظيف الكهوف، واضطر كبار المسؤولين التنفيذيين في حزب العمال الكردستاني إلى الفرار من المناطق التي تم تطهيرها”.
وبعد هذه المرحلة أنشأ الجيش التركي وخلال العمليات الأخيرة “قواعد مؤقتة في المناطق المطهرة، لمنع منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية من إعادة الاستقرار والتسبب في المشاكل”، وفق الصحيفة.
ماذا عن سورية؟
لا تختلف الأهداف التركية في شمال سورية عن شمالي العراق، وفق الصحيفة، إذ يحاول الجيش التركي تطبيق ذات السيناريو السابق، مع اختلاف بسيط في التفاصيل.
وتقول الصحيفة: “مع تأمين الحدود العراقية، ركزت تركيا الآن على سورية. إلى جانب الجيش السوري الحر ستحاصر القوات الخاصة التركية أعشاش حزب العمال في الأماكن التي أشار الرئيس رجب طيب أردوغان إليها كهدف، وستوفر هيمنة على المنطقة”.
وبالتالي، “سيتم أيضاً تأمين الحدود السورية إلى حد كبير. وبحسب الشروط، يُذكر أنه يمكن التنسيق مع الجيش السوري في الميدان”.
وتضيف “صباح”: “يُنظر إلى عين العرب (كوباني) على أنها أهم ركائز التنظيف وإنشاء منطقة آمنة في سورية. لأنه بالنسبة للتنظيم الإرهابي، عين العرب في سوريا هي نفسها قنديل في العراق”.
وتحدثت أنه “يُعتقد أن روسيا لن تعارض تنظيف عين العرب ومنبج وتل رفعت، حتى لو قدمت اعتراضات ضعيفة”.
وكان المبعوث الروسي الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف قد اعتبر، قبل يومين أن “تركيا ترى أن كل الأكراد في شمال شرق سورية إرهابيون”، وأن بلاده “لا تتفق معها بذلك أبداً”.
وقال من جانب آخر: “من الضروري إقامة حوار بين الأكراد ودمشق، حيث جرت مفاوضات بين الطرفين، وتم وضع خطة، وتأمل روسيا في التواصل ما بينهما”.
وأعرب المسؤول الروسي بأن “تستمع تركيا لدعوة موسكو بعدم القيام بعمل عسكري بري شمال سورية”، معتبراً أن “إجراء مثل هذه العمليات العسكرية لا تأتي بنتائج وإنما تشجع الإرهاب”.
وجاء هذا الموقف الروسي بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لها الحق في حل مشاكلها في شمالي سورية، مشيراً إلى أن العمليات الجوية هناك ليست سوى البداية.
وأكد أردوغان في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، الأربعاء، أن تركيا ستبدأ العمليات البرية ضد حزب العمال الكردستاني “في أنسب وقت لها”.