أصدر النظام السوري قراراً بلإغلاق السفارة اليمنية في دمشق، التي تديرها حكومة الحوثي غير المعترف بها دولياً، وطالب البعثة الدبلوماسية بمغادرة الأراضي السورية على الفور.
أعلن عن ذلك المسؤول في وزارة خارجية الحوثيين، خالد العراسي، عبر صفحته في “فيس بوك”، أمس الثلاثاء.
وقال: “قبل أربعة أيام أصدرت القيادة السورية قراراً بإغلاق سفارتنا في دمشق، واليوم بعد انتهاء الحداد أوصلوا القرار إلى سفارتنا”.
وأضاف: “قرار إغلاق سفارة ليس قراراً سهلاً أو عادي، والموضوع يشكل فاجعة لأن معناه أننا فشلنا في إطار التمثيل الدبلوماسي”.
وأرجع العراسي السبب إلى “طبيعة الاختيارات الفاشلة”، موضحاً أن طاقم السفارة “لا تربطه أي علاقة بالدبلوماسية والسياسة الخارجية وكان معيار المجاملات والمحسوبية هو الأساس في التعيينات”، وفق قوله.
تبعات التطبيع السعودي
وكان النظام السوري قد سلم السفارة اليمنية في دمشق للحوثيين عام 2015، الأمر الذي رفضته الحكومة اليمنية واعتبرت أنه “مخالف للمواثيق والأعراف الدولية”.
وعيّن الحوثيون الإعلامي عبد الله علي صبري سفيراً لهم في دمشق عام 2020، لكن طالته اتهامات بـ “انتحال صفات دبلوماسية” في إيران وسورية، إلى جانب إبراهيم الديلمي، سفير الحوثيين لدى إيران.
ولا يملك الحوثيون، المدعومون من إيران، أي تمثيل دبلوماسي خارجي إلا في إيران وسورية، بسبب فقدانهم لـ”الشرعية الدولية”.
ويدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ عام 2015 تحالف عسكري بقيادة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
ولم يعلق النظام السوري على قرار طرد البعثة الدبلوماسية التابعة للحوثيين في دمشق، حتى اللحظة.
ويُعتقد أن هذه الخطوة جاءت عقب التطبيع بين نظام الأسد والسعودية، التي تخوض حرباً ضد الحوثيين منذ عام 2015، وشكلت ما أطلقت عليه “عاصفة الحزم”.
إذ شهدت الأشهر الماضية عودة العلاقات الدبلوماسية بين نظام الأسد والسعودية، أعقبها حضور رأس النظام بشار الأسد القمة العربية في جدة.
كما جاءت الخطوة عقب استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، إذ تدعم الأخيرة الحوثيين منذ سنوات.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، كشفت في مارس/ آذار الماضي، عن صفقة بين الرياض وطهران بشأن اليمن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين، بأن “إيران وافقت على وقف إرسال شحنات الأسلحة إلى حلفائها الحوثيين في اليمن”.