نظام الأسد يتحدث عن فشل اتفاق “سوتشي” حول إدلب.. وتركيا تطلب “هدنة” من الروس
قال وزير الخارجية في حكومة الأسد، وليد المعلم، إن اتفاق “سوتشي” المبرم بين تركيا وروسيا، حول إدلب “قد فشل”.
وفي مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، أمس الثلاثاء، قال المعلم إن اتفاق “سوتشي” في مناطق شمال غربي سورية فشل، متهماً تركيا بعدم الالتزام بالاتفاق، بقوله إنها نفّذت “سياسة التطهير العرقي مستغلة الاتفاق مع روسيا”.
وأضاف المعلم أن نظام الأسد يتجه نحو الخيار العسكري “البحت”، في إدلب، وذلك بعد فشل تطبيق اتفاق “سوتشي”، على حد تعبيره، مشيراً إلى أنّ اجتماعات عقدت في السابق بين الجانبين السوري والتركي، لكنها “لم تكن مجدية”.
وكانت روسيا وتركيا توصلتا لاتفاق، في سبتمبر/ أيلول 2018، في مدينة سوتشي الروسية، ينص على إبقاء إدلب ضمن مناطق “خفض التصعيد”، وإنشاء نقاط مراقبة تركية في المنطقة وتحصينها، إضافة إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15- 20 كيلومتراً داخل منطقة خفض التصعيد.
إلا أن إدلب تشهد منذ مطلع العام الجاري حملة عسكرية من قبل قوات الأسد، اشتدت منذ يوم الجمعة الماضي، خاصة في مناطق ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، التي تشهد قصفاً مكثفاً من قبل نظام الأسد وروسيا، ما أدى إلى وقوع ضحايا مدنيين ونزوح الآلاف عن منازلهم، وسط تقدم قوات النظام على الأرض.
وأكد وزير خارجية النظام، وليد المعلم، في حديثه إلى “روسيا اليوم”، أن قوات الأسد تتحاشى التعرض للنقاط التركية الموجودة في إدلب، مشيراً إلى أن تلك النقاط “تعيق تقدّمهم”.
تركيا تطلب هدنة
بالتزامن مع التصعيد العسكري على إدلب، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن تركيا طلبت من روسيا الدفع باتجاه هدنة ووقف إطلاق النار في المحافظة، “لكن لسوء الحظ لم يتم اتخاذ أي خطوة ملموسة في هذا الاتجاه حتى الآن”، كما قال.
وأضاف قالن، خلال مؤتمر صحفي عقده في أنقرة، الثلاثاء، عقب اجتماع للحكومة في المجمع الرئاسي، “ينبغي وقف الهجمات على إدلب بأسرع وقت، وننتظر حدوث ذلك عبر اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وهذا هو تطلعنا الأساسي من الجانب الروسي”.
وأشار قالن إلى وجود 12 نقطة مراقبة تركية في إدلب، لمراقبة التزام الأطراف بمخرجات اتفاق التهدئة حول إدلب، محذراً من موجة لجوء كبيرة وأزمة انسانية جديدة ومجازر ضد المدنيين، في حال لم يوقف النظام هجماته بشكل فوري.
ودعا المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، روسيا إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية اتفاق التهدئة في إدلب، معتبراً أن الجانب الروسي يتحمل المسؤولية الكبرى في هذا الإطار.
ويعتبر هذا أول تعليق من الجانب التركي على التصعيد في إدلب، حيث تعتبر تركيا طرفاً ضامناً في الاتفاقيات التي شهدتها محافظة إدلب، خلال السنوات الماضية.