تحدثت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أنه يعتزم إدخال قافلة “مساعدات إنسانية” إلى محافظة إدلب في شمال غربي سورية، عبر معبر سراقب، في خطوة تندرج ضمن حالة “الاستغلال” التي فرضها مسؤولوه، منذ اليوم الأول لكارثة الزلزال المدمّر.
ونقلت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية عما أسمتها مصادر مطلعة، اليوم الجمعة أن “القافلة تنتظر فقط وجود ممثلي منظمات الأمم المتحدة لتسليمهم المساعدات”.
وأضافت أن “الجانب السوري أبلغ الجانب الأممي بأنه في حال تأخرت المنظمات الدولية في أداء واجباتها وتسلم المساعدات، فإن سورية لن تتردد في إدخال هذه المساعدات وحدها لمساعدة الأهالي المنكوبين”.
كما أشارت المصادر إلى أن “المفاوضات وصلت إلى نقطة التفاهم، والمساعدات الإنسانية ستدخل عبر معبر سراقب بعد غد السبت على أبعد تقدير”.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من جانب النظام السوري حول هذه المسألة، وكذلك الأمر بالنسبة للأمم المتحدة، والمسؤولون الإغاثيون العاملون في شمال غربي سورية.
ويأتي ما سبق بعدما دخلت قافلة مساعدات أممية “روتينية ومجدولة” إلى مناطق الشمال السوري، صباح يوم الخميس، في وقت كانت فيه الانتقادات على أشدها من جانب الفرق الإغاثية والإنسانية العاملة في إدلب وريف حلب.
وارتبطت الانتقادات بعزوف المنظمات الأممية عن تقديم أي مساعدة لشمال غرب سورية، بينما كانت المنطقة هناك تأن من التداعيات التي فرضها الزلزال المدمّر، مسفراً عن آلاف الضحايا من القتلى والمصابين، فضلاً عن آلاف العائلات المشردة.
ومنذ اليوم الأول لكارثة الزلزال طالب “الدفاع المدني السوري” ومنظمات إنسانية أخرى الأمم المتحدة بضرورة تقديم دعم يشمل آليات ومعدات بحث وإنقاذ، دون أن تترجم مناشداتهم على أرض الواقع.
وحاول نظام الأسد، خلال الأيام الماضية، استغلال الزلزال للمطالبة برفع العقوبات المفروضة عليه من قبل الدول، من أجل السماح بوصول المساعدات إلى مناطق سيطرته.
كما اشترط وزير خارجيته فيصل المقداد عبور المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال غربي سورية عبر المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وأكدت على ذلك فيما بعد المستشارة الخاصة للأسد، بثينة شعبان.
وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سورية عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن حول المساعدات العابرة للحدود.
لكن الطرق المؤدية الى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما أثر موقتاً على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه، حسب ما أعلنت الأخيرة، قبل يومين.
ويعتمد نحو 90 بالمئة، من سكان شمال غرب سورية البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية لتلبية أبسط احتياجاتهم، حسب “الأمم المتحدة”.
وفي مناطق سيطرة النظام السوري، ومنذ أربعة أيام تهبط تباعاً طائرات محملة مساعدات إغاثية للمتضررين في مطارات دمشق وحلب واللاذقية، العدد الأكبر منها من دولة الإمارات، إضافة إلى روسيا وإيران وفنزويلا وليبيا والصين وتونس والهند وباكستان والأردن ودول أخرى.