عبّر نظام الأسد عن “استهجانه” من مؤتمر بروكسل للمانحين لدعم متضرري الزلازل في سورية وتركيا، بسبب استبعاده من الحضور، وكذلك الأمر بالنسبة للمنظمات التابعة له وغير الحكومية العاملة في مناطق سيطرته.
وقالت وزارة خارجية النظام في بيان، اليوم الاثنين، إنه لم يتم التنسيق معها بشأن المؤتمر، كما لم توجها له الدعوة.
وأضاف البيان أن “القائمين على المؤتمر استبعدوا أيضاً مشاركة أبرز الفاعلين الإنسانيين الوطنيين من المنظمات غير الحكومية السورية”، حسب تعبيره.
وينقعد اليوم في العاصمة البلجيكية بروكسل، مؤتمر المانحين لدعم المتضررين من الزلازل في تركيا وسورية.
وقالت المفوضية الأوروبية، في بيان بوقت سابق من شهر مارس/آذار الحالي، إن المؤتمر سيعقد بتاريخ 20 مارس/آذار الجاري بدلاً من موعده السابق الذي كان مقرراً في 16 من الشهر نفسه.
وأضافت أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، ورئيس وزراء السويد أولف كريسترسون، بصفتهما يتوليان رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، سيستضيفان بشكل مباشر مجموعة من المانحين في المؤتمر.
وأشارت إلى أن المؤتمر يهدف إلى جمع الأموال، وتنسيق الاستجابة الإغاثية في المناطق المتضررة في كلا البلدين، حيث سيتم تنظيم المؤتمر بالتنسيق مع السلطات التركية.
في غضون ذلك دعت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي إلى دعم أنشطة الاستجابة الصحية المنقذة للحياة لصالح 4.9 ملايين شخص هم الأكثر تضرراً والأشد تأثراً، من بين 8.8 ملايين شخص تضرروا في جميع مناطق سورية التي ضربها الزلزال.
ووفقاً بيان للمنظمة، اليوم، فقد شرد الزلزال أكثر من نصف مليون شخص (أكثر من 97000 عائلة)، ويعيش كثير منهم في ملاجئ جماعية مكتظة وغير صحية ومستوطنات عشوائية تفتقر إلى الخدمات الكافية، وهم معرضون لخطر متزايد للإصابة بالأمراض.
ويقدر النداء العاجل لمنظمة الصحة العالمية أن التصدي للزلزال في سورية كاملة يتطلب 33.7 مليون دولار.
ووفقاً للمنظمة، فإنه حتى قبل الزلزال، كانت الأزمة الإنسانية في سورية ماضية من سيئ إلى أسوأ منذ عام 2011، إذ قُدِّر أن 15.3 مليون شخص بحاجة لمساعدة إنسانية هذا العام يمثلون نحو 70 بالمئة من إجمالي السكان.
وكانت مجموعة من الحقوقيين السوريين في فرنسا، قد وجهوا خلال الأيام الماضية مذكرة قانونية إلى الجهات المعنية في أوروبا تعارض التنسيق مع النظام السوري، وتحديداً منظمة “الهلال اﻷحمر” التابعة له، لحضور مؤتمر بروكسل.
وقال المحامي السوري زيد العظم المقيم في باريس إن المذكرة موقعة بأسماء عدد من الحقوقيين السوريين وموجهة إلى البرلمانين الفرنسي والأوروبي والمفوضية الأوروبية، لتحذيرهم “من خطورة قبول مشاركة منظمة الهلال الأحمر السورية كممثل عن السوريين في مؤتمر المانحين، باعتبارها منظمة تتبع لنظام الأسد، وتعمل بتوجيهات المخابرات السورية، ومتهمة بالمساهمة في سفك دماء السوريين”.
وأضاف، في 9 مارس الحالي، أنه كان قد سلّم بلدية باريس هذه المذكرة التي تضمنت الانتهاكات التي ترتكبها منظمة الهلال الأحمر، وفقاً لتقارير حقوقية دولية.
بدورها نفت مبعوثة فرنسا الخاصة إلى سورية بريجيت كورمي، وجود أي دعوة لممثلين عن النظام السوري للمشاركة في مؤتمر بروكسل.
وقالت في 7 من مارس الحالي إن “كل ما يقال حول هذه الدعوات، هي مجرد إشاعات”، مشيرة إلى أن مؤتمر بروكسل الذي ينقعد اليوم، مخصص فقط للطوارئ، وسيكون مركزاً بمعظمه على تركيا وجزء بسيط منه لسورية، وهو مختلف عن مؤتمر المانحين الذي يُعقد في شهر يونيو / حزيران.