“نظام المافيا”..صحيفة أمريكية: الأسد استولى على عشرات الشركات
استولى نظام الأسد على عشرات الشركات في سورية، خلال العامين الماضيين، حسب ما أكد مسؤولون أمريكيون وغربيون لصحيفة “واشنطن بوست”.
وأضاف هؤلاء أن “الأسد ونظامه، الذي يعاني من ضائقة مالية، قام بمداهمة أو الاستيلاء على عشرات الشركات، بما في ذلك الشركات الأجنبية والشركات العائلية”، خلال العامين الماضيين.
وجاء حديثهم في تقرير مطول للصحيفة الأمريكية تحت عنوان “قبضة الأسد المشددة”، تحدثت فيها عن محاولة النظام “الحصول على المال بأي طريقة”، بسبب الضائقة المالية التي تعصف به.
ووفق تقرير الصحيفة فإن “النظام السوري دخل في مرحلة يائسة جديدة من أجل البقاء عنوانها البحث عن المال بأي الطرق”.
وقالت إن فرق “مدققي الحسابات” التابعة للنظام، داهمت خلال العامين الماضيين عشرات الشركات، وبحثت في حساباتهم عن انتهاكات ضريبية وجمركية مفترضة، أو ذرائع أخرى لفرض غرامات باهظة.
وأضافت الصحيفة أن “بعض رجال الأعمال الذين دعموا الأسد احتجزوا وضغط عليهم لدفع تبرعات لجمعيات خيرية مفترضة يعتقد على أن أموالها تذهب للأسد”.
كما أُجبرَ كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات على الاستقالة “تحت الإكراه” واستبدالهم بموالين للأسد.
ونقل التقرير عن أحد المسؤولين السوريين في إمارة دبي، لم تسمه، تشبيهه لما يحدث بـ” الاستيلاء على الأموال على طريقة المافيا”.
في حين اعتبر مسؤولون أميركيون وخبراء في سورية للصحيفة، إن “الدافع وراء ذلك هو الضغط المالي على نظام أفلس بسبب الحرب، والديون المرهقة لإيران وروسيا، والإنهيار في القطاع المالي اللبناني المجاور، واستمرار العقوبات الاقتصادية من الغرب”.
واعتبر المسؤولون والخبراء أن الأسد يحتاج إلى المال لسداد رواتب أجهزته العسكرية والأمنية، لشراء الوقود والغذاء للعاصمة ومناطق أخرى خاضعة للنظام، إضافة إلى مكافأة بعض النخب السورية التي ظلت موالية له خلال الحرب.
وتحدثت الصحيفة عن طريقة استيلاء الأسد على شركة الاتصالات “سيرتيل” التي كانت مملوكة من قبل ابن خاله، رامي مخلوف.
وقال العديد من رجال الأعمال السوريين “الذين فروا من الحرب”، إن “أسماء الأسد كانت وراء الضغط للاستيلاء على عائدات صناعة الهواتف المحمولة في سورية وتهميش مخلوف، جزئياً لضمان أن ابنها الأكبر حافظ في وضع قوي ليخلف والده في يوم من الأيام”.
من هم رجال الأسد
وتحدث الصحيفة عن “رجال مال الأسد” وكان أولهم سامر فوز، الذي “جمع الكثير من ثروته خلال استغلال شبكة اتصالاته والتقرب من الأسد”.
وقالت إن “فوز استخدم طائرة خاصة للتجول في منطقة الخليج العربي، طالباً الأموال للأسد من المانحين، وفقاً لسوريين مطلعين على أنشطته، كما وجه إنذارات إلى الأثرياء السوريين الذين فروا من الصراع، بحيث يمكنهم إما بيع الشركات التي تركوها وراءهم أو المخاطرة بفقدان كل شيء”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “ظهوره المتصاعد ومشاركته في مخطط عقاري” في دمشق، وهو مشروع “ماروتا سيتي”، جعلته في مرمى نيران العقوبات الأمريكية.
ونتيجة لعقوبات ضد فوز، برز اسم آخر مدعوم من الأسد وهو، ياسر إبراهيم البالغ من العمر 38 عاماً، و”الذي لم يكن معروفاً تقريباً قبل الحرب”.
وتقول الصحيفة إن ابراهيم “أشرف على عمليات ابتزاز الشركات السورية الكبرى من مكتبٍ في مجمع الأسد الرئاسي”.
وحسب خبير في الاقتصاد السوري للصحيفة فإن “والد إبراهيم عمل مستشاراً لحافظ الأسد، وأن عائلة إبراهيم تنتمي إلى الأقلية العلوية التي تنتمي إلى الأسرة الحاكمة (…) إنه علوي وهم موالون لبشار وليس لأسماء”.
و”اكتسب إبراهيم سيطرة شبه احتكارية على سوق الهواتف المحمولة في سورية، بعد إزاحة مالكي عائلة شركة خدمات الدعم، وانتزاع السيطرة على شركة سيريتل بعيداً عن ابن خال الأسد، واستولى على مقاليد إم تي إن بعد استسلام الشركة في أغسطس”.
وصوّرَ بشار الأسد حملته لمصادرة الأصول، كجزء من معركة يقودها ضد الفساد حسب زعمه.