هجوم أنقرة “يعيق” مسارات انضمام السويد للناتو.. ما علاقة سورية؟
أعاق الهجوم الذي ضرب العاصمة التركية وما تبعه من تصعيد تركي في شمال شرق سورية ضد “قوات سوريا الديمقراطية”، مسارات انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفق تقارير.
وذكرت مصادر لوكالة “رويترز” أن البرلمان التركي لم يتلق طلب انضمام السويد إلى حلف الناتو، رغم وعود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتقديم الطلب للتصديق عليه الشهر الحالي.
وقالت المصادر، اليوم الثلاثاء، إن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي تلقت منذ افتتاحه، مطلع الشهر الحالي، 60 اتفاقية دولية لمراجعتها باستثناء اتفاقية انضمام السويد.
وأضافت أن تركيا مستعدة “لتأجيل التصديق على طلب السويد الانضمام إلى الحلف هذا الشهر”.
وربطت المصادر بين التأجيل التركي وعدم اتخاذ الولايات المتحدة خطوات بشأن صفقة شراء طائرات إف-16، وسط خلاف بين الطرفين خلال الأسبوعين الماضيين.
وكان أردوغان وافق على انضمام السويد إلى حلف الناتو ووعد بإرسال العرض إلى البرلمان التركي للتصديق عليه عند بدء دورته التشريعية مطلع الشهر الحالي.
وأكد أردوغان في سبتمبر/ أيلول الماضي أن الإدارة الأمريكية تربط بيع طائرات إف-16 لتركيا مقابل تصديق أنقرة على طلب السويد.
وشدد على أن البرلمان التركي سيفي بوعده في حال أوفت أمريكا بوعودها.
ما علاقة سورية؟
ونقلت الوكالة عن مسؤول في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، قوله إن “تركيا لا تتعجل في التصديق على طلب الناتو وتبحث عن إشارة بأن الولايات المتحدة تتخذ خطوات في نفس الوقت”.
كما أكد شخصان مطلعان على الوضع أن “أنقرة تريد التحرك جنباً إلى جنب مع واشنطن” فيما يخص صفقة شراء الطائرات.
وأضافا أنه “من المتوقع أن تسعى وزارة الخارجية في وقت ما للحصول على موافقة الكونجرس على بيع مقاتلات من طراز F-16 لتركيا بقيمة 20 مليار دولار وعشرات من مجموعات التحديث”.
وأكد مصدر ثان أن مسؤولين أمريكيين وأتراك كبار وضعوا خطة يرسل فيها أردوغان اقتراح الناتو إلى البرلمان، مقابل طلب وزارة الخارجية الأمريكية من زعماء لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب مراجعة صفقة الطائرات.
لكن المناقشات التركية الأمريكية تراجعت، بعد التفجير الذي استهدف مبنى مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية التركية، مطلع الشهر الحالي.
وعقب ذلك شنت تركيا عملية استهدفت “أعضاء التنظيم الإرهابي والمنشآت التي يستخدمها الإرهابيون ومصادر الدخل وقدرات الإرهاب”، حسب أردوغان.
وخلال العملية التركية أسقطت القوات الأمريكية مسيرة تركية شمال شرقي سورية.
ووصف أردوغان ذلك بأنه “حادث غير سار”، مؤكداً أن “هذه الحادثة مسجلة في ذاكرتنا الوطنية، وعندما يحين الوقت المناسب سيتم بالتأكيد القيام بما يلزم”.
وأكد مسؤولون أتراك ودبلوماسيون أجانب للوكالة أن “أردوغان ليس في عجلة من أمره، خاصة بعد هجوم أنقرة وإسقاط الولايات المتحدة للطائرة التركية”.
كما أكد مصدر ثان أنه بعد العملية العسكرية التركية “هدأت المناقشات بشأن الاقتراح الأمريكي التركي بالتحرك بالتوازي تقريباً”.
وتقدمت السويد وفنلندا بطلب للحصول على عضوية الناتو العام الماضي، وتخلتا عن سياسات عدم الانحياز العسكري التي استمرت طوال عقود من الحرب الباردة، رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي حين تم إعطاء الضوء الأخضر لعضوية فنلندا في الناتو في أبريل الماضي، لم توافق تركيا حتى الآن على طلب السويد.
وتقول أنقرة إن السويد لم تفعل ما يكفي ضد الأشخاص الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين، ولا سيما أعضاء حزب “العمال الكردستاني”، الذي تعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة “منظمة إرهابية”.