شن مقاتلون عشائريون في الساعات الماضية هجوماً على مناطق في ريف مدينة منبج الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات الأسد، في تحركٍ جاء دعماً لمواجهات يقودها مقاتلون عشائريون آخرين في دير الزور ضد الأخيرة.
وتمكن المقاتلون من السيطرة على قريتين في ريف منبج ونقاط عسكرية تتبع لـ”قسد” وقوات الأسد، ما دفع الطائرات الحربية الروسية لشن عدة غارات جوية وثقها ناشطون بتسجيلات مصورة.
وذكرت مصادر إعلامية من ريف حلب لموقع “السورية.نت”، اليوم الجمعة، أن الاشتباكات ما تزال متواصلة بين المقاتلين العشائريين التابعين لـ”الجيش الوطني السوري” و”قسد” وعناصر من قوات الأسد.
وأضافت المصادر أنها تدور بشكل أساسي في قريتي المحيسني والبوهيج، وسط استمرار تحليق الطائرات الحربية الروسية في سماء المنطقة المشتعلة.
ولم يصدر أي بيان رسمي من جانب “الجيش الوطني” بشأن التحرك العسكري للمقاتلين باتجاه نقاط “قسد” والأسد في منبج.
الطيران الروسي قصف – للمرة الأولى – منطقة منبج بعد تقدم مقاتلين من الجيش الوطني تحت مسمى "قوات العشائر" منذ الليل وسيطرتهم على تلة المحسنلي.
رغم أن المنطقة ضمن النفوذ الأمريكي ولكن روسيا تقدم رسالة بمنع توسع مناطق نفوذ تركيا والجيش الوطنيhttps://t.co/X2Lq4edKBh— أحمد أبازيد (@abazeid89) September 1, 2023
في المقابل نشر “مجلس منبج العسكري” التابع لـ”قسد” بياناً قال فيه إنه “تصدى لهجوم بري على ريف المدينة الشمالي والغربي”.
وجاء في البيان: “الهجوم بدأ على عدة محاور، وعلى بلدات وقرى الريف الشمالي والغربي، وردّت قوات مجلس منبج العسكري عليها”.
وأضافت حسابات مقربة من نظام الأسد عبر موقع التواصل “x” أن “مجموعات مسلحة من الميليشيات التابعة لتركيا هاجمت أحد النقاط العسكرية للجيش العربي السوري في إحدى قرى ريف منبج شرق حلب”.
وقال حساب “sam”: “رداً على ذلك نفذ سلاح الجو الروسي غارات جوية على مواقعهم، وسقوط العشرات منهم بين قتيل وجريح”.
مجموعات مسلحة من الميليشيات التابعة للاحتلال التركي هاجمت صباح اليوم أحد النقاط العسكرية للجيش العربي السوري في إحدى قرى ريف منبج شرق حلب، رداً على ذلك سلاح الجو الروسي ينفذ غارات جوية على مواقع ميليشيات الاحتلال التركي وسقوط العشرات منهم بين قتيل وجريح. pic.twitter.com/iG4viKeNt6
— SAM 🇸🇾 (@SAMSyria0) September 1, 2023
وتسيطر “قسد” على مدينة منبج ومعظم ريفها. وتعتبر المدينة محط خلاف بين تركيا وأمريكا من جهة وبين تركيا وروسيا من جهة أخرى.
ورغم أن “قسد” تتلقى دعماً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، كان لافتاً خلال الساعات الماضية الغطاء الجوي الذي قدمته لها الطائرات الروسية، بعد هجوم المقاتلين العشائريين.
قوات العشائر: يسيطرون على تلة عرب حسن على جبهة منبج شرق محافظة حلب بعد اشتباكات مع قسد. pic.twitter.com/lb5MFwrlVH
— خالد الخطيب – Khaled Al-Khatib (@khaleedalkhteb) September 1, 2023
لماذا الهجوم؟
ويرتبط الهجوم وإطلاقه من جانب المقاتلين انطلاقاً من مناطق سيطرة “الجيش الوطني” في ريف حلب دعماً للمواجهات التي يخوضها مقاتلون عشائريون ضد “قسد” في محافظة دير الزور.
وما تزال المحافظة في شرق سورية تشهد اشتباكات متواصلة بين المقاتلين العشائريين و”قسد”، في ظل تبادل السيطرة على مناطق تقع على طول سرير نهر الفرات.
#دير_الزور الريف الشرقي:
شريط مصور يظهر إحتراق عربة مدرعة من نوع " همفي" أمريكية الصنع تابعة " لميليشيات #قسد" في بلدة ذيبان قبل قليل. #قسد_الدواعش_الصفر#قسد_الارهاب_الاصفر#ديرالزور_تنتفض#سوريون_ضد_قسد#SyriansRejectSDF pic.twitter.com/ncRgw2rPi8— عامر هويدي (@DeryNews) September 1, 2023
“أمريكا تعلق”
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس، عن “قلقها العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة بما في ذلك الخسائر في الأرواح في دير الزور”، داعية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وحل الوضع سلمياً.
وجاء في بيان للخارجية الأمريكية: “تركز على تخفيف معاناة الشعب السوري بما في ذلك عملها لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش من خلال الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية. ونحن ندعم الجهود الجارية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة وضمان تعايش جميع شعوبها بسلام”.
بدورها نشر التحالف الدولي بياناً أكد فيه “الالتزام بدعم قوات سوريا الديمقراطية في مهمة الهزيمة الدائمة لداعش دعماً للأمن والاستقرار الإقليميين”.
واعتبر بيان التحالف أن “الانحرافات عن هذا العمل المهم تؤدي إلى عدم الاستقرار، وتزيد من خطر عودة ظهور داعش”، مشدداً على أن “العنف في شمال شرقي سوريا يجب أن يتوقف، وأن تعود الجهود إلى إحلال السلام والاستقرار في شمال شرقي سورية، خالية من تهديد داعش”.