مع دخولها اليوم الرابع والأخير، تتجه الأنظار حالياً نحو تمديد الهدنة المؤقتة في قطاع غزة لأيام إضافية، يجري خلالها تبادل المزيد من الأسرى ووقف إطلاق النار، دون الإعلان عن أي اتفاق رسمي بهذا الخصوص، حتى اللحظة.
وكانت الهدنة قد دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، بموجب اتفاق بين إسرائيل و”حماس”، تحت رعاية قطر ومصر والولايات المتحدة، لمدة 4 أيام قابلة للتمديد.
لكن ما التطورات التي شهدتها الهدنة خلال أيامها الأربعة؟ وما المتوقع بعد انقضاء اليوم الأخير؟
تبادل أسرى من الطرفين
تضمنت الهدنة في أبرز بنودها إفراج “حماس” عن عدد من الأسرى الإسرائيليين، مقابل قيام إسرائيل بالإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجونها.
ووفق النص الأولي للاتفاق، كان من المتوقع أن تتم مبادلة ما لا يقل عن 50 امرأة وطفلاً من حوالي 240 أسيراً إسرائيلياً، مقابل 150 امرأة وقاصراً فلسطينياً تأسرهم إسرائيل في سجونها.
وفي اليوم الأول من الهدنة، أفرجت “حماس” عن 13 امرأة وطفلاً إسرائيلياً، و10 مواطنين من تايلندا وفلبينياً واحداً.
فيما أفرجت إسرائيل عن 39 امرأة وطفلاً فلسطينياً.
وفي اليوم الثاني، سلّمت “حماس” 13 أسيراً إسرائيلياً و4 من تايلند، مقابل إفراج إسرائيل عن 39 فلسطينياً.
أما في اليوم الثالث، أفرجت “حماس” عن 13 إسرائيلياً و4 آخرين من خارج الاتفاق، مقابل إفراج إسرائيل عن 39 فلسطينياً.
وقبل انقضاء الساعات الأخيرة للهدنة، تجري التحضيرات من أجل الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى.
إذا أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أن “حماس” سلمت تل أبيب قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الذين تنوي الإفراج عنهم اليوم.
وأضافت في بيان لها على منصة “إكس”: “ما زلنا نناقش القائمة التي تسلمناها ليلاً، وسنقوم بنشر المعلومات عند الانتهاء من دراستها”.
Announcement by the Prime Minister's Office-Coordinator for the Hostages and Missing:
Discussions are being held on the list that was received overnight and which is now being evaluated in Israel. Additional information will be issued when possible.
— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) November 27, 2023
وتتحدث تقارير عبرية عن وجود “مشاكل” في القائمة الرابعة، دون الكشف عن طبيعة تلك المشاكل.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” تجري حالياً مناقشات مكثفة داخل الحكومة الإسرائيلية من أجل تغيير تلك القائمة، التي من المحتمل أنها تضم 11 أسيراً إسرائيلياً.
وقف القصف و”خروقات”
تضمن اتفاق الهدنة وقف عمليات القصف من قبل الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي استمرت 49 يوماً، ارتكبت خلالها إسرائيل مجازر عدة أسفرت عن مقتل قرابة 15 ألف فلسطيني، وفق حكومة “حماس” في غزة.
وخلال أيام الهدنة الأولى أوقفت إسرائيل قصفها نسبياً على غزة، وبالمقابل أوقفت “حماس” توجيه الصواريخ نحو إسرائيل.
ورغم خفض التصعيد خلال الأيام الأولى من الهدنة، إلا أن اليوم الثالث شهد خروقات عدة من قبل إسرائيل.
إذ استهدف الطيران الإسرائيلي، أمس الأحد، مخيم للاجئين وسط غزة، وقالت “حماس” إنها أرسلت احتجاجاً للوسطاء بسبب ما أسمته خرق للهدنة.
وكذلك استهدفت إسرائيل أمس مزارعَين يعملان في أرضهما شرق مخيم المغازي وسط غزة، ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر.
وأفادت تقارير أن إسرائيل استهدفت أيضاً نازحين عائدين من جنوب غزة، للاطمئنان على منازلهم في شمال القطاع.
إذ نشر الجيش الإسرائيلي بياناً أعلن فيه منع عبور المدنيين من الجنوب إلى الشمال، وأوضحت مصادر طبية أن شابين اثنين قتلوا برصاصه عندما حاولوا الدخول إلى أحياء مدينة غزة.
معضلة المساعدات
بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ، بدأت شاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى القطاع، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وتحدثت تقارير عن زيادة في دخول الشاحنات، باعتباره أحد شروط اتفاق الهدنة، إلى جانب إدخال صهاريج الوقود.
وفي اليوم الأول للهدنة، أعلنت مصر إدخال 200 شاحنة مساعدات إلى غزة.
إلى جانب شاحنات تتبع للمستشفيات الميدانية، حيث دخلت 15 شاحنة تابعة للمستشفى الميداني الأردني، و11 شاحنة تابعة للمستشفى الميداني الإماراتي، برفقة الطاقم الخاص بهم.
من جانبه، قال مدير الإعلام في الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وائل أبو محسن، اليوم الاثنين، إن 150 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية دخلت قطاع غزة أمس الأحد (اليوم الثالث للهدنة).
وأضاف أنه من بين الشاحنات 4 تحمل غازاً للطهي و3 تحمل وقوداً.
ورغم ذلك، حذرت منظمات إنسانية من أن كمية المساعدات الحالية لا تفي بالاحتياجات الفعلية داخل غزة، بسبب كمية الدمار في البنى التحتية وانهيار المنظومة الصحية ونزوح مئات الآلاف من السكان.
مباحثات للتمديد
يشير المناخ بين إسرائيل و”حماس” إلى إمكانية تمديد الهدنة لأيام إضافية، في ظل مباحثات تجري حالياً مع الوسطاء لتحقيق ذلك.
وقال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، لشبكة “CNN” أمس الأحد، إنه من الممكن تمديد الهدنة يوماً إضافياً مقابل كل 10 أسرى إسرائيليين تطلق “حماس” سراحهم.
فيما قالت وكالة “رويترز” إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “يبدي ترحيبه باحتمال إطلاق سراح 10 رهائن مقابل كل يوم إضافي من الهدنة”.
فيما قالت قطر إن المؤشرات الحالية تدل على إمكانية تمديد الهدنة، دون ذكر تفاصيل إضافية.
وفي حال فشل التمديد، تهدد إسرائيل باستئناف قصفها لغزة والقضاء على حركة “حماس”.
لكن بعض المحللين يقولون إنه قد يكون من الصعب على إسرائيل أن تستعيد “زخمها العسكري”.
ولاسيما أن “حماس” أشارت إلى إمكانية عقد المزيد من صفقات الأسرى، إذا ضغط شركاء إسرائيل من أجل هدنة أطول أمداً، وفق “نيويورك تايمز”.