تشهد محافظة درعا في الجنوب السوري هدوءاً حذراً، في الوقت الذي يعقد فيه الجانب الروسي جولة مفاوضات جديدة، من أجل التوصل إلى “اتفاق تهدئة”.
ويوم أمس الجمعة اجتمع وفد روسي بقيادة “ضابط جديد” مع وجهاء عشائر وأعيان محافظة درعا، واستمع إلى مطالبهم، بحسب ما يقول أبو علي المحاميد أحد وجهاء درعا في حديث لـ”السورية.نت”.
ويضيف المحاميد اليوم السبت: “الوجهاء أخبروا الضابط الروسي الجديد بأن الأهالي يريدون العيش بسلام بعيداً عن أي عمليات عسكرية”.
وتابع: “الضابط طلب تسليم الأسلحة بالكامل الموجودة في أحياء درعا البلد، ليرد عليه الوجهاء بأن هذا الأمر تبت فيه اللجان المركزية الممثلة عن كامل الجنوب”.
ومن المقرر أن يعقد الروس اليوم جولة مفاوضات مع وفد اللجان المركزية في درعا، من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة.
وأوضح المحاميد: “الضابط الروسي وعد الوجهاء أمس بأن يتم فتح حاجز السرايا، على أن يعقد اجتماعاً مع اللجان المركزية ظهر اليوم”.
وبالتزامن مع ما سبق تحدثت شبكات محلية في درعا أن قوات الأسد تستمر بحشد التعزيزات في محيط أحياء درعا البلد.
وتحدثت عن قصف متقطع استهدف الأحياء أمس الجمعة، دون أن يسفر عن إصابات أو ضحايا.
وكان المجتمع الدولي قد ندد بتصعيد النظام في درعا، إذ دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأربعاء الماضي نظام الأسد إلى وقف الهجوم على مدينة درعا البلد بشكل فوري.
فيما طالب الاتحاد الأوروبي بحماية المدنيين في درعا، وقال في بيان له إن الجنوب السوري يشهد أسوأ أعمال عنف منذ سيطرة النظام عليه عام 2018.
وكذلك دعت الخارجية الكندية إلى وقف إطلاق النار في درعا وجميع الأراضي السورية، مشيرة إلى أنه “من حق أهالي درعا العيش بأمان”.
بينما حذرت الأمم المتحدة أمس الجمعة من التصعيد الحاصل في درعا.
وقالت إن ما لا يقل عن 18 ألف مدني أجبروا على الفرار من أحياء “البلد”، التي تعيش في حصار خانق منذ 28 من يوليو /تموز الماضي.
ووصفت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت في بيان لها، الوضع في درعا بأنه “أخطر مواجهة وقعت منذ عام 2018”.