قبل مغادرته البيت الأبيض.. هل يقدم ترامب على ضرب إيران؟
ماتزال الأنظار تتجه إلى الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، وعن الخطوات التي قد يقدم عليها خلال أسابيعه الأخيرة في البيت الأبيَض، وأبرزها المتعلقة باحتمالية توجيهه ضربات عسكرية لإيران.
الحديث عن توجيه الضربات كان قد جاء قبل أسبوع، من صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times)، والتي سربت فحوى اجتماع ترامب بكبار جنرالاته لبحث إمكانية توجيه ضربات عسكرية لمواقع نووية داخل إيران.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قولهم، إن ترامب سأل كبار المستشارين خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، عما إذا كانت لديه خيارات لاتخاذ إجراءٍ ضد الموقع النووي الإيراني الرئيسي في الأسابيع المقبلة.
تزامن ذلك مع إقالة ترامب لوزير الدفاع مارك إسبر وغيره من كبار مساعدي البنتاغون الأسبوع الماضي، ما زاد من مخاوف أن يبدأ ترامب عمليات سواء علنية أو سرية، ضد إيران أو خصوم آخرين في نهاية ولايته.
بيد “البنتاغون”
مجلة “فورين بوليسي” الأميركية نشرت تقريراً، اليوم السبت، ناقش احتمالية الضربة العسكرية الأميركية ضد إيران، من خلال حوار بين خبيرين عسكريين بمركز “أتلانتك كاونسل”، هما: ماثيو كروينغ، وإيما أشفورد.
واتفق الباحثان على أن ترامب قد اقترح سابقاً قصف إيران، إلا أن احتمالية تنفيذ “البنتاغون” لهذا المقترح، يظل محل تساؤل.
وقالت أشفورد: “بكل تأكيد، إذا لم يكن الأمر غير قانوني أو شيء غير دستوري، فإن على البنتاغون القيام به، حتى قانون صلاحيات الحرب يسمح للرئيس بإلزام القوات الأميركية بالاشتراك في حرب لمدة 60 يوماً، دون موافقة الكونغرس”.
وأضافت الباحثة الأميركية، أن احتماليات تنفيذ ضربة عسكرية، كانت حديث وسائل إعلام على مدار الأيام الماضية، حيث قالت تقارير إن ترامب قد يضرب مواقع نووية إيرانية، أو قد يعطي ضوءاً أخضراً لإسرائيل، لتنفيذ ذلك.
من جانبه قال الخبير العسكري، ماثيو كروينغ: “لقد عملت حول إيران في البنتاغون، وكتبت كثيراً عن الأمر في الماضي. إن ضربة عسكرية محدودة ضد المنشآت النووية الإيرانية سيكون أفضل من العيش تحت خطر إيران النووي في السنين القادمة”.
وتابع كروينغ: “وفقاً للتقديرات العامة، فإن وقت وصول إيران للقنبلة النووية هو ثلاثة أشهر ونصف، لذلك فإنه ليس مبكراً الحديث عن هذا الأمر، لكننا لسنا بحاجة للضغط على الزناد غداً”.
وهنا علقت أشفورد على حديث كروينغ بالقول: “انظر، السؤال الأساسي هو حول الديمومة، قد تؤدي الضربة العسكرية إلى تقويض تقدم إيران نحو الأسلحة النووية، ولكن بشكل مؤقت فقط”.
وتابعت: “أما النقطتان الأخريان، فإنه على حد علمنا، لم تعبر إيران من نقطة تخصيب اليورانيوم إلى نقطة تطوير الأسلحة، منذ أن انسحب ترامب من الاتفاق النووي”.
وبحسب تقرير “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” فإن إيران لديها 2.442 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب بدرجة قليلة.
ووفق محللين للتقرير فهذه الكمية كافية لإنتاج أسلحة نووية، إلا أن “معهد العلوم والأمن الدولي” يرى أن إيران تحتاج لأشهر أخرى في عملية تخصيب كميات أخرى من اليورانيوم كافية لإنتاج قنبلة.
ما سبق يعني أن إيران لن تقترب من القنبلة النووية إلا نهاية الربيع المقبل، أي بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض.