تنتخب “الهيئة العليا للمفاوضات” السورية رئيساً جديداً لها، خلفاً لنصر الحريري، والذي أعلن يوم أمس الجمعة انتهاء ولايته بعد ثلاث سنوات.
وقال الحريري عبر حسابه في “تويتر” اليوم السبت: “يبدأ اجتماع هيئة التفاوض بعد ساعة تقريباً من الآن والمرشحين حتى اللحظة الأستاذ أنس العبدة لرئاسة هيئة التفاوض والأستاذ إبراهيم برو لموقع نائب رئيس الهيئة”.
وأضاف الحريري: “لا زال باب الترشيح مفتوحاً”.
وكان الحريري قد أعلن، أمس الجمعة، بشكل رسمي انتهاء ولايته كرئيس لهيئة التفاوض.
وأضاف: “أشكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية بلد مقر هيئة التفاوض المؤقت إلى حين تمكننا من العودة إلى بلدنا على دعمهم السياسي والإنساني والمعنوي واللوجستي لقضية الشعب السوري وهيئة التفاوض السورية”.
وانبثقت “هيئة التفاوض” السورية عن مؤتمر الرياض الذي انعقد في العاصمة السعودية، في ديسمبر/كانون الأول 2015.
وتحددت مهامها بالإشراف المباشر على العملية التفاوضية مع نظام الاسد، ضمن مسارات ترعاها الأمم المتحدة.
وشاركت الهيئة في مفاوضات جنيف، و”جنيف 4″ ومفاوضات “أستانة”، لكنها رفضت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 المشاركة في مؤتمر اقترحته روسيا في منتجع سوتشي على البحر الأسود.
وقالت إنها تعارض مناقشة مستقبل سورية، خارج إطار الأمم المتحدة، ووصفت المؤتمر بأنه يمثل حرفاً لمسار الوساطة التي ترعاها الأمم المتحدة، ومحاولة لإعادة تأهيل نظام الأسد.
وكانت المملكة العربية السعودية استضافت، في كانون الأول 2019، اجتماعاً لمجموعة من المستقلين السوريين الذين تمت دعوتهم، بهدف اختيار عدد منهم وضمهم إلى “الهيئة”.
وفي نيسان الماضي تداولت وسائل إعلام محلية رسالة للحريري وُصفت بـ”الداخلية”، جاء فيها إن مدير دائرة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السعودية، سعيد سويعد، دعا إلى إجراء انتخابات لـ”الهيئة” والاستعاضة عن الأعضاء المستقلين بكتلة جديدة تم اختيارها من المؤتمر.
ووصف الحريري التدخل في الرسالة بأنه “تجاهل للنظام الداخلي للهيئة، والمُقر من قبل أعضائها، والذي ينص على عدم قبول استبدال أي من أعضائها دون إجراء التصويت القانوني”.
لكن وفي مقابلة مع وكالة “الأناضول”، أيار الماضي، اعتبر الحريري أن “مسألة الانتخابات لا خلاف عليها (…) العائق الحقيقي الذي منعها هو القضايا الإجرائية الداخلية، التي منعت اجتماع الهيئة، والوقت وطريقة الإجراء، وأحد العوائق كان مسألة اجتماع الرياض للمستقلين”.
وأضاف الحريري أن “الهيئة لديها اجتماع دوري خلال الشهر الحالي، وستحضّر لاجتماع الشهر المقبل حين تكون المكونات قد تناقشت فيما بينها، وتحضرت للاستحقاق الانتخابي، والكل ملتزم بنتائجه”.
من هو نصر الحريري؟
الحريري من مواليد مدينة درعا عام 1977، وطُرح اسمه كمنسق لـ”هيئة التفاوض” السورية كبديل لرياض حجاب، منذ استقالته في 20 تشرين الثاني 2017.
وهو طبيب خريج كلية الطب في جامعة دمشق، وأسس في حزيران 2011، نقابة الأطباء “الأحرار” في درعا، التي أعلن عن عملها رسمياً في الأردن في كانون الثاني 2013، وحاصل على الماجستير في الأمراض الباطنية والقلبية.
وبحسب موقع “الائتلاف السوري”، تتمحور خبرة الحريري السياسية في ثلاث محطات، الأولى في أثناء تعيينه كأمين عام سابق لـ”الائتلاف”، ومن ثم عضو هيئة سياسية لأكثر من مرة فيه، وصولاً إلى تسلمه رئاسة “هيئة التفاوض” السورية، في 2017.
وهو عضو مؤسس في المنتدى الوطني للحوار الديمقراطي في الأردن، وعضو مؤسس في اللجنة الطبية السورية في الأردن، بالإضافة إلى كونه مؤسس في اللجان المحلية في مدينة درعا، ونقيب الأطباء والصيادلة الأحرار.
وعلى مدار السنوات الماضية رأى الحريري أن وضع الدستور وإجراء انتخابات قبل الانتقال السياسي “عملية غير مفهومة وليس لها معنى”، وأكد على ضرورة تشكيل دستور جديد وانتخابات حرة بمعايير دولية “ولكن في سياقها المكاني والزماني الواضح”.